عند الوداع
الله يصحب بالسلام مودِّعي ... عجِلاً وإن أخنى عليَّ بِعادهُ
شُدَّتْ على شَعْبِ القلوب رحالُهُ ... وَجْداً ، وفاضت بالدُّموع مَزاده
وميمِّمٍ " بغدادَ" كادت حسرة ... منها عليه تؤمه بغداده
حسبُ " الفرات " شجىٍ فراقكُمُله ... وكفى بدجلةَ انكم وُرّاده
قولوا لمن هذا القريض ؟ يسّرني ... ما قلتمُ إن راقَكم إنشاده
وإذا قست تلك القلوبُ فردّدوا ... أبياتَه ليلينَها تَرداده
ماذا عليكم أن يُسَيِّرباسمكم ... شعري ، وتهفو نحوكم نُشَّاده
شعرٌ يَجئ به الجمالُ مكرِّراً ... منه الجميلَ متى يكون نَفاده
لا أشتهي هزجَ المغنّي في الهوى ... ما لم تُجَسَّ بذكركم أعواده