على ذكرها فليعرف الحق جاهله – أحمد محرم

على ذكرها فليعرف الحق جاهله … ويؤمن بأن البغي شتى غوائله

هي الغزوة الكبرى هوى الشرك إذ رمت … جحافلها العظمى وولت جحافله

وأصبح دين الله قد قام ركنه … فأقصر من أعدائه من يطاوله

بنته سيوف الله بالدم إنه … لأصلب من صم الجلاميد سائله

تكل قوى الجبار عما تقيمه … عليه يد الباني وتنبو معاوله

أهاب رسول الله بالجند أقدموا … ولا ترهبوا الطاغوت فالله خاذله

أما تنظرون الأرض كيف أظلها … من الشرك دين أهلك الناس باطله

خذوه ببأس لا تطيش سهامه … فأنتم مناياه وهذي مقاتله

علينا الهدى إما بآيات ربنا … وإما بحد السيف لا خاب حامله

إذا أنكر القوم البراهين أخضعت … براهينه أعناقهم ودلائله

مضى البأس بدري المشاهد ترتمي … أعاصيره نارا وتغلي مراجله

وضج رسول الله يدعو إلهه … فيالك من جند طوى الجو جافله

تنزل يزجي النصر تنساب من عل … شآبيبه نورا وينهل وابله

أحيزوم أقدم إنه الجد لن يرى … سواه عدو كاذب البأس هازله

هو الله يحمي دينه ويعزه … فمن ذا يناويه ومن ذا يصاوله

تمزق جيش الكفر وانحل عقده … فخابت أمانيه وأعيت وسائله

وما برسول الله إذ ناله الأذى … سوى ما ارتضت أخلاقه وشمائله

نبي يحب الله حب مجاهد … يرى دمه من حقه فهو باذله

يعظمه في نفسه ويطيعه … وما يقض من أمر له فهو قابله

كذلك كان المسلمون الألى مضوا … فيالك عصرا يبعث الحزن زائله

صدفنا عن المثلى فأصبح أمرنا … إلى غيرنا نهذي به وهو شاغله

يجالد من يبغي الحياة عدوه … فيا لعدو لم يجد من يجادله

بنا من عوادي الدهر كل مسلط … مكائده مبثوثة وحبائله

قضينا المدى ما تستقيم أمورنا … وهل يستقيم الأمر عاليه سافله

عجبت لقومي عطل الدين بينهم … وجنوا به والجهل شتى منازله

يجبونه حب الذي ضل رأيه … فقاطعه منهم سواء وواصله

صلاة وصوم يركض الشر فيهما … حثيثا تهز المشرقين صواهله

وكيف يقوم الدين ما بين أمة … إذا عطلت آدابه وفضائله

سلام علينا يوم يصدق بأسنا … فيمضي بنا في كل أمر نحاوله

ويوم تكون الأرض تحت لوائنا … فليس عليها من لواء يماثله

أنمشي بطاء والخطوب تنوبنا … سراعا وعادي الشر ينقض عاجله

ألا همة بدرية تكشف الأذى … وتشفي من الهم الذي اهتاج داخله

ألا أمة تنهى النفوس عن الهوى … وتصغي إلى القول الذي أنا قائله

ألا دولة للحق تسلك نهجه … وتمشي على آثاره ما تزايله

إذا نحن لم نرشد ولم نتبع الهدى … فلا تنكروا يا قوم ما الله فاعله