عري المعنى – أديب كمال الدين

يا لحظةَََ رماني، يا صرخة تفّاحي، يا موعدي

الأقصى، يا رعدة كأسي، يا قهوة ليلي، أولمتُ

لأعضائي فاكهةَ الفجر فجاء الموتُ سريعاً وانقلب المعنى

في فنجان لغاتي. أصرخُ: لا جدوى أشحذ من زمنٍ

قاسٍ حرفَ مسرّاتٍ، قطرةَ ماء، دمعةَ طير وبكاء

نخيل أعمى. أصرخ: لا جدوى والموتُ على بابي في

هيئة طير أسود مخضرّ العينين ومصفرّ البصمات لذيذاً

يتبعني في خطوة رملي وترابي حتى أحتدّ بروحي

جسدا ًيفنى، كفّي تحملُ تابوتي وأنا مِيت وابني في

الطرف الثاني من تابوت الليل يساعدها في نقل ِالجسدِ

الفاني، أنْقَلُ حتى جّدي، أخطو في الرمل الأحمر،

يلقاني أصرخ: لا جدوى لم أشربْ ماءً لم أرَ سنبلةً

تخفي قلبي لحظتها، يا لبوة أفكاري، يا ريح نهاراتي،

يا كهف خطاي وميسمي الناهض، يا سرّ الأفعى:

أخلقُ ما شئتُ من الحرف، أمزّق نوناً أو كافاً، ألفاً،

راءاً، سيناً أو دالاً لا جدوى. الشِعْرُ يغنّي في

فرح أسطوريّ خيبتَهُ ويقوم يقبّل دمعي كي نقتل

شيئاً يدعى المعنى. الشِعْرُ يغني في فرحٍ أسطوريّ

لعنتهُ ويقوم يقبّل كفّي كي أقتله سراً، يذبحني علناً

في المنفى. الشِعْرُ رداء لا يُجْدي. وأنا عارٍ من

كلّ مواعيد عذابات الحبّ وعارٍ من خطواتي، عارٍ

حتى من عنوانكِ، عارٍ من فضتي القصوى، عارٍ من

كوّة موتٍ غاضبة تلغي ما شئت وتعلن في خطٍ أكبر

من كلّ كواكب هذي الأرض بأن: لا جدوى. فيقبّلني

جدّي في دعةٍ. يهبطُ فجر في قلبي، وأنام بوسط

الرمل كذكرى إنسان عاش فقيراً مستتراً في صحراء

كبرى.

كلمات: احمد باسعد

ألحان: عبدالله الرويشد

2006