عدّ عن جناتِ عدن – محيي الدين بن عربي

عدّ عن جناتِ عدن … وارتسم في الصدرِ الأوَّلِ

تخفضِ القسطَ وترفعْ … وتولى ّ ثم تعزلِ

بابي معنى شريف … بابي مُعنى غريب

بيته بيتٌ كثيف … حجبتْ فيهِ الغيوبْ

حكمه فيه لطيفْ … رأيه فيه مصيبْ

بَطَلٌ خَلفَ مِجنّ … امتطى أغرَّ أرجلْ

فترى المتلالي الأترع … تحته السِّماكُ الأعزل

أظهفرَ العقلُ النفيسْ … نفسَ غيبِ المتمنى

فهو الملكُ الرئيس … وهي ملك ليس يفنى

وجدَ الجسمُ الخسيسْ … أحرفاً جاءتْ لمعنى

وعنى بذاكَ غني … وأنا لا أتبدل

ثمَّ أخفاهُ وأودعْ … أمره الإمام الأعدل

أشرقتْ شمسُ المعاني … بقلوبِ العارفينا

أشرفت أرضُ المثاني … فتنة ً للسالكينا

وبدا سرُّ المثاني … لعيون الناظرينا

إذ خفى في نشر كوني … نورهُ لما تنزلْ

لسراجٍ ليسَ يسطعْ … بمثالٍ ليسَ يهملْ

حضرة َ العليِّ زيْن … ومقامَ الوارثينا

جَدولٌ بها مَعين … لذة ٌ للشاربينا

فهي الصبحُ المبين … تجعلُ الشك يقينا

وهي تجلو كلَّ دجْن … مع بقاءِ الوبلِ والطلِّ

فسناها الوترُ الأرفعْ … من سَنا المهاة أجمل

يا لطيفاً بالعباد … أرني أنظرْ إليكا

قال زُلْ عن كلِّ واد … يُعقد الأمر عليكا

ما أنا غيرَ المنادي … فالتفِت لناظريكا

كيفَ لا وأنتَ مني … بمكانِ السرِّ الأكملْ

فبمعِ الحقِّ تسمعْ … وبأمر الأمر ينزل