عجبتُ لهذا الزائرِ المترقب – جرير

عجبتُ لهذا الزائرِ المترقب … و إدلالهِ بالصرم بعدَ التجنب

أرى طائراً أشفقتُ من نعبائه … فان فارقوا غدراً فما شئتَ فانعبِ

إذا لمْ يزَلْ في كلّ دارٍ عَرَفْتَهَا … لهذا رفٌ منْ دمهع عينيكِ يذهب

فما زال يتنعي الهوى ويقودني … بحَبْلَينِ حتى قالَ صَحبي ألا ارْكَبِ

وَقَد رَغِبَتْ عن شاعِرَيها مُجاشعٌ … ومَا شِئتَ فاشُوا من رُواة ٍ لتَغلِبِ

لَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ المُصَبَّحُ أنّنَا … متى ما يقلْ يا للفوارسِ نركب

أكَلّفْتَ خِنْزِيرَيكَ حَوْمة َ زاخرٍ … بعيدِ سواقي السيلِ ليسَ بمذنبِ

قرنتم بني ذاتِ الصليب بفالجٍ … قطوع لأغاق القرائنِ مشغب

فَهَلاّ التَمستُمْ فانِياً غٍيرَ معقِبٍ … عنِ الرّكْضِ أوْ ذا نَبوَة ٍ لم يُجَرَّبِ

إذا رُمْتَ في حَيّيْ خزَيْمَة َ عِزَّنَا، … سَماكُلُّ صرِّيفِ السّنانَينِ مُصْعَبِ

ألَمْ تَرَ قَوْمي بالَمدينَة ِ مِنهُمُ، … و منْ ينزلُ البطحاءَ عندَ المحصب

لنا فارطا حوض الرسول وحوضنا … بنعمانَ والأشهادُ ليسَ بغيب

فَمَا وجدَ الخِنزِيرُ مِثل فِعالِنَا، … و لا مثلَ حوضينا جباية َ مجتبي

و قيسٌ أذاقوك الهوانَ وقوضوا … بُيُوتَكُمُ في دارِ ذلٍ ومَحربِ

فوارسنا منْ صلبِ قيسٍ كأنهمْ … إذا بارزُوا حَرْباً، أسِنّة ُ صُلّبِ

لقد قتلَ الجحافُ أزواجِ نسوة ٍ … قِصارَ الهَوادي سَيّئَاتِ التّحَوّبِ

يمسحنَ يا رخمانُ في كلِّ بيعة ٍ … وما نِلن مِنْ قُربانهِنّ المُقَرَّبِ

فإنّك يَا خِنزيرَ تَغْلِبَ إنْ تَقُلْ … ربيعَة ُ وزنٌ مِنْ تَميمٍ تُكَذَّبِ

أبَا مالِكٍ للحيّ فَضْلٌ عَلَيكُمُ … فكلْ منْ خنانيص الكناسة واشرب