طالع اليمن بالوصال استهلا – الهبل

طالع اليمن بالوصال استهلا … ألف أهلا بالواصلين وسهلا

بعدما طالت النوى وأطالت … بهم اليعملات حلا ورحلا

أي سعد وافى وأية بشرى … بلسان الهنا على الدهر تملى

لو قدرنا إذا قضينا بتقبيل خفاف المطي فرضا ونفلا … …

إذا أدارت من الوصال كؤوسا … اسكرتنا بهم علا ونهلا

إذ ثنت نحونا الأزمة بالأحباب منا منها علينا وفضلا … …

يا لها منة لهن علينا ويدا صادفت لدينا محلا … …

لست أنسى ذاك الوداع الذي مر وذاك الفراق حين أطلا … …

والركاب التي غداة استفلت … دعت الصبر للنوى فاستقلا

والخيام التي حرمن الأماقي … بعدهن المنام إلا الأقلا

ودموعا غدت تبل خدودا … وغليلا وزفرة لم يبلا

يا أحيبا بنا وقولي تصغيرا أحيبابنا ألذ وأحلا … …

أي صب تركتم ساعة البين … يطل الدموع سجلا فسجلا

لازم الربع بعدكم مذ رحلتم … فسلوا الربع بعدكم هل تسلى

وعلى اليعملات حين تولت … بدر تم على النفوس تولى

يخجل الغصن قامة واعتدالا … ويغير البدور حسنا وشكلا

سل يوم الوداع سود لحاظ … ليس للبيض عندها أن تسلا

لست أرتاب كيف حرم وصلي … إنما الشان في دمي كيف حلا

عذت من جوره بعدل مليك … مد من عدله على الأرض ظلا

ملك ساد في الزمان كما ساد أبوه من قبل مجدا وفضلا … …

وجواد بكفه غصن الجود لسؤاله دنا فتدلى … …

فرع مجد نماه خير البرايا … طاب هذا وذاك فرعا وأصلا

طاهر العرض لم يزل وهو طفل … في مراضي الإله عز وجلا

ذو أياد يغدو إذا ما استهلت … عندها جود هاطل الغيث بخلا

فوق الدين من عزائمه البيض إلى مقتل الضلالة نبلا … …

أحرز العلم والسيادة والحلم وبذل العطاء والبأس طفلا … …

وتحلى من العلى بصفات … لم يكن غيره بها يتحلى

وأبانت علاه آيات فضل … لم تزل في صحيفة المجد تتلا

لا يطيق الضليل حصر معاليه وإن بات في القريض وظلا … …

سابقته الملوك في حلبة المجد فصلوا وراءه وهو جلي … …

وقفوا دون منتهاه وأضحى … قدحه في الكمال وهو المعلى

وأقروا له اعترافا وقالوا … خذ هنيئا فما أحق وأولى

حل صنعا فزانها بعلاه وحلاها بفضله حين حلا … …

يا مليكا نداه قد أخجل البحر وعم الأرضين حزنا وسهلا … …

وابن خير الأنام طرا وأزكى … أهل بيت النبي قولا وفعلا

أنهيك بالوصول الذي ضم من المجد والمكارم شملا … …

أم نهنى فطال ما قد رقبنا … بك بدر الوصال حتى تجلى

فلذي العرش أفضل الحمد والشكر على ما ابتدا إلينا وأولى … …

هاكها من أسير فضلك عذراء مشت نحو سوحك الرحب خجلي … …

هي جهد المقل مولاي فاعذر … عبدكم إن أقل أو إن أخلا

وابق واسلم مدى المدى في قبول … ونعيم بروده ليس تبلى