ضمنَ اللقاءَ رواحُ ناجية ٍ ، – ابن المعتز
ضمنَ اللقاءَ رواحُ ناجية ٍ ، … مَقذوفَة ٍ بالنَّحضِ كالرَّعنِ
زبدُ اللغامِ يطيرُ من فمها ، … نَفْضَ النّوادِفِ ناعمَ القُطنِ
و كأنّ ذفراها معلقة ٌ ، … أو لَبّة ٌ رُوِيتْ من الدُّهنِ
وكأنّ كَلكَلَها، إذا وَخذتْ، … فُتلُ المَرافقِ عن رَحَى طَحنِ
تُصغي إلى أمرِ الزّمامِ كَما … عطفتْ يدُ الجاني ذرى الغصنِ
وكأنّ ظَعنَ الحَيّ غادِية ً، … نخلٌ، سُقيتِ الغَيثَ من ظَعنِ
أو أيكة ٌ ناحَتْ حَمائِمُها، … منثورُ أخضرَ ناعمٍ لدنِ
يصفقنَ أجنحة ً ، إذا انتقلتْ … في فَرعٍ كطيالسٍ دُكنِ
وجدُ المتيمِ ، وهيَ هاتفة ٌ … ما شئتَ من طربٍ ومن حزنِ
للهِ ما ضمنتْ هوادجها ، … من منظرٍ عجبٍ ومنحسنِ
يا هندُ حسبُكِ من مُصارَمَتي، … لا تحكمي في الحبذ بالظنّ
فاتَ الصِّبا، ورُميتُ بالوَهنِ، … و يدُ المنية ِ قد دنتْ مني
و لقد حلبتُ الدهرَ أشطره ، … و عبرتُ حظَّ الجهلِ من سني
ووَجدتُ في الأيّامِ مَوعظَة ً، … نصَرَتْ ملائَكتي على جِنّي
وشَبِعتُ من أمرٍ ومَملَكَة ٍ، … وحكَمتُ بالمَلَكاتِ والسّنّ
فعلى مَ تلمعُ لي سيوفكمُ ، … حاشايَ من جَزَعٍ ومن جُبنِ
كم طابخاص قدراص لآكلهِ ، … فاضتْ عليهِ بفاترٍ سخنِ
و لقد نهضتُ لوطئكم ، فأبى … مثقالُ حلمٍ راجحِ الوزنِ
عندي من العِلاّتِ سَلهَبَة ٌ، … و مقومٌ خضلٌ منَ الطعنِ
لا مُنصُلي هَجَرَ الضّرابَ، ولا … صدئتْ مضاربهُ من الحزنِ
كم من خَليلٍ لا أُمَتّعُهُ، … لم يبقهِ حذري ولا ضني
وَلّى ، وخَلّفَني لغائرَة ٍ … بالمخزياتِ السودِ ، والأفنِ
أدى الإلهُ إليهِ صحبتهُ ، … و سقى دياركَ صائبَ المزنِ
يا آمِناً لا تَبقَ من حَذَرٍ، … إنّ المَخافَة َ جانبُ الأمنِ
لا تُخدَعَنّ بأقرَبيكَ، وقد … عَفَّوكَ من عَينٍ ومن أُذنِ
و لقيتُ من قومٍ ذوي إحنٍ … لجبَتْ صدورهُمُ من الطّعنِ
غِشّ المَغيبِ، فإنْ لَقيتُهُمُ … سجنوا العداوة َ أيما سجنِ
و هيَ العداوة ُ ، لا خفاءِ بها ، … كالشّمسِ تُكسَفُ ساعَة َ الدَّجنِ