ضللتُ بالبدرِ على نوره – ابن سهل الأندلسي

ضللتُ بالبدرِ على نوره … والنّاسُ يَستهدُونَ بالبَدرِ

أبطلَ موسى فيما مضى … و جاء موسى اليومَ بالسحر

مستحسنُ الأوصافِ ممنوعها … فَلا تَرُمْهُ بسوى الفِكر

كالماء في السُّحبِ وكالدُّرّ في ال … أصدافِ والشادنِ في القفر

لوْ أنه عنّ لحورية ٍ … ألقَتْهُ بَين السَّحْرِ والنَّحر

ولَوْ دَعا مَيْتاً بألفاظِه … إذنْ للباهُ من القبر

دُرٌّ ثَناياهُ وألفَاظُه … فلَقّبُوهُ الكوكبَ الدُّرّي

ما عوذوه العينَ بل عوذوا … من عَينه الناسَ هَوًى يَسري

كأنّما الخالُ على خَدّه … سَوادُ قَلبي في لَظى الجَمْر

أجرى دمي في خده صبغة ً … فاسْوَدَّ مِنه موضِعُ الوِزْر

يا طرفهُ المعتلَّ خذ مهجتي … لعلها تنفعُ أو تبري

و لا تردَّ اللحظَ عن مقلتي … و اسفكْ دمي حلواً وخذ أجري

يا يوسفَ الحسنِ ويا سامر … يَّ الهَجر أشفِقْ للهوى العُذري

أخشى عليك الفيضَ من أدمعي … وأنتَ في عَيني كما تَدري

أنت على التحقيق موسى فقد … أمنتَ أن تغرقَ في البحر