ضحكت أزاهير الحدائق والربا – ابن شهاب
ضحكت أزاهير الحدائق والربا … وسرت برياها النعامى والصبا
والطير في عذباتها تهدي إلى … أسماعنا السجع الرخيم المطربا
ودنت أوابد كل وادٍ فالمها … والعصم ترتع في المحاجر والظبا
والحور ترقص في الخدور مسرة … حتى حسبنا كل خدرٍ ملعبا
من كل غانية تخال جبينها … بدراً تألق نوره أو كوكبا
عصماء في صدق الحجاب وغادة … غرّاء ليس لها التحجّب مذهبا
يُومَين بالتسليم رافعة ً إلى … الجبهات بلور البنان مخضبا
ملئت قلوب العالم الإنسي … بالبشرى فكاد لها الحجا أن يحجبا
يمشون في حبر الحبور كأنهم … في الحان أو عادوا إلى سن الصبا
يتبادلون تحية الأفراح من … تلقاه مهم صاح مرحى مرحبا
ما ذاك إلاّ أن ذا التاج الذي … ما فوقه غير الخلافة منصبا
عثمان أعطى ابنيه والأخوين ألقاباً … تحل لمن تقلّدها الحبى
الآصفي الماجد الأجداد من … أحفاد صِدِّيق الحبيب المجتبى
طابت أرومتهم وهل يلد الكريم … الطيب الأعراق إلاّ طيبا
انظر تجدهم أكرم الأملاك ثم … انظر تجد عثمان أمضاهم شبا
أعلى وأكرم من رقى عرش الجلالة … خاطباً ينهى ويأمر معربا
ان يسر سار مشيّعاً قمر السماء … له وكن له الكواكب موكبا
ملكٌ له الرايات تخفق مشرقا … وبمجده الأمثال تضرب مغربا
ان تبد منه إشارة نهضت ملوك … زمانه يتساءلون عن النبا
علماً بأنّ أمام صولته يعود … النسر بوماً والغضنفر ثعلبا
حلاّل كل عويصة بالسيف والخطيّ … مهما يبلغ السيل الربى
ضبط الممالك ساسها بفراسة ٍ … راءٍ بها ما عن سواه تغيّبا
أقصى ذوي الأطماع والحمقى ولا … حرج إذا طرد السليم الأجربا
ما رام خوّانو الأمانة كيده … في حادث إلا وعادوا خيبا
حاميه حازم رأيه وثباته … في العزم لا وجلاً ولا متهيبّا
ونسور كرّ لا جناح لها سوى … الخيل العراب مُسَوَّمَاتٍ شُزّبا
وكتائب خضر إذا زحفت يصير … بنقعها جو الظهيرة غيهبا
سبَّاق غاي المجد ما ملكٌ جرى … لِلِحَاقِه إِلاَّ تَأَخَّر واْخْتَبا
غيثٌ سواجمه نفائس ما اقتنى … ليثٌ براثنه الأسنة والظبا
معطي الهبات الجم مبتدئاً فلا … يحتاج راجي رفده أن يطلبا
بحماه ما نزل امرؤٌ إلا وأمسى … في سوابغ جوده متقلّبا
الواسع الكرم العميم الواهب الذهب … المحال وفيره أن يحسبا
غمر المدائن والقرى عدلاً وأمطرها … من الإحسان سَحّاً صَيِّبا
حتى استحال الوعر سهلاً والمفازة … روضة ً والقفر أخصب معشبا
بسط الأمان فتحت ظل لوائه … لا خائفاً تلقى ولا مترقِّبا
وبنى صروح العلم حتى عاد ليل … الجهل صبحاً والسفيه مهذبا
وقضى ببر بنى الزكية فاطمٍ … عملاً بما المولى تبارك أوجبا
يا أيها الملك الهمام ومن به … زمر العناد تمزّقوا أيدي سبا
قلّدت أشبال الشرى ومنحتهم … علم الامارة والطراز المذهبا
هم زندك الأقوى وحد حسامك … الماضي المذلل في الوغى ما استعصبا
بك يقتدون محلّقين إلى العلى … وبهم تكون قرير عين معجبا
سيما ولي العهد من بمطارف الآداب … والعلم اكتسى وتجلببا
سيشد أزرك خاطباً أو ضارباً … ويكون ردأك مصعداً ومصوبا
يكفيك تدبير الممالك حازماً … متفقداً عمرانها والسبسبا
وإليك من سحر البيان فريدة … أحرى بغير التبر أن لا تكتبا
عقد من الدر النفيس منضد … لسواك يسمو أن يسام ويجلبا
من نظم قاصي الدار حل بسوحكم … واختار حسن جواركم فتغربا
خدم المعارف والعلوم وألف الكتب … النفسية في الفنون ورتبا
لك داعياً وبنيك بالفتح المبين … وبالرقي بسر أشباح العبا
ولضبط هذا العام تاريخاً ولي … العهد أعظم جاه طوبى لقبا