صوت وسوط – محمود درويش

لو كان لي برج،

حبست البرق في جيبي

و أطفأت السحاب ..

لو كان لي في البحر أشرعة،

أخذت الموج و الإعصار في كفّي

و نوّمت العباب..

لو كان عندي سلّم،

لغرست فوق الشمس رايتي التي

اهترأت على الأرض الخراب ..

لو كان لي فرس،

تركت عنانها

و لجمت حوذيّ الرياح على الهضاب ..

لو كان لي حقل و محراث ،

زرعت القلب و الأشعار

في بطن التراب..

لو كان لي عود،

ملأت المت أسئلة ملحّنة ،

و سلّيت الصحاب ..

لو كان لي قدم،

مشيت.. مشيت حتى الموت

من غاب لغاب ..

لو كان لي ،

حتى صليبي ليس لي

إنّي له ،

حتى العذاب

_ماذا تبقّى أيّها المحكوم؟

إنّ الليل خيّم مرّة أخرى..

و تهتف: لا أهاب ؟

_يا سيداتي.. سادتي

يا شامخين على الحراب

الساق تقطع.. و الرقاب

و القلب يطفأ_ لو أردتم_

و السحاب..

يمشي على أقدامكم ..

و العين تسمل ،و الهضاب

تنهار لو صحتم بها

و دمي المملّح بالتراب

إن جفّ كرمكم ،

يصير إلى شراب

و النيل يسكب في الفرات،

إذا أردتم ،و الغراب ..

لو شئتم.. في الليل شاب

لكنّ صوتي صاح يوما:

لا أهاب

فلتجلدوه إذا استطعتم..

و اركضوا خلف الصدى

ما دام يهتف: لا أهاب

كلمات: تركى السديرى

ألحان: ناصر الاسعد