صحا القلبُ، إلاَّ من خُمارِ أَماني – أحمد شوقي
صحا القلبُ، إلاَّ من خُمارِ أَماني … يجاذبُني في الغِيدِ رَثَّ عِناني
حنانيك قلبي، هل أعيدُ لك الصِّبا؟ … وهل للفتى بالمستحيل يَدان؟
نحنُّ إلى ذاك الزمانِ وطيبه … وهل أَنتَ إلا من دم وحَنان؟
إذا لم تصن عهداً ، ولم ترعَ ذمة ً … ولم تدكر إلفا ؛ فلست جناني
أَتذكر إذ نُعْطِي الصَّبابة َ حقَّها … ونشرب من صرف الهوى بدنان؟
وأَنتَ خَفوقٌ، والحبيبُ مباعدٌ … وأَنت خفوقٌ، والحبيبُ مدان؟
وأَيامَ لا آلو رِهاناً مع الهَوى … وأَنت فؤادي عند كل رِهان
لقد كنت أشكو بعد ما عللك الصِّبا … فكيف ترى الكاسين تختلفان ؟
ومازلتُ في رَيْعِ الشباب، وإنما … يشيبُ الفتى في مصرَ قبلَ أوان
ولا أكذبُ الباري ، بنى اللهُ هيكلي … صنيعة إحسانٍ، ورِقَّ حِسان
أدينُ إذا اقتاد الجمالُ أَزمّتي … وأَعنو إذا اقتادَ الجميلُ عِناني