صاحبة الجهالة – أحمد مطر

مَرّةً فَكّرتُ في نشْرِ مَقالْ

عَن مآسي الاحتِلالْ

عَنْ دِفاعِ الحَجَرِ الأعزَلِ

عَن مدفَعِ أربابٍ النّضالْ

وَعَنِ الطّفْلِ الّذي يُحرَقُ في الثّورةِ

كي يَغْرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ

قَلّبَ المَسئولُ أوراقي وَقالْ

إجتَنِبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ الانفِعال

مَثَلاً

خَفّفْ مآسي

لِمَ لا تَكتُبَ ماسي ؟

أو مُواسي

أو أماسي

شَكْلُها الحاضِرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي

إحذفِ الأعْزَلَ

فالأعْزلُ تحريضٌ على عَْزلِ السّلاطينِ

وَتَعريضٌ بخَطِّ الإنعِزالْ

إحذفِ المدْفَعَ

كي تَدْفَعَ عنكَ الإعتِقالْ

نحْنُ في مرحَلَةِ السّلمِ

وَقدْ حُرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ

إحذفِ الأربابَ

لا ربَّ سِوى اللهِ العَظيمِ المُتَعالْ

إحذفِ الطّفْلَ

فلا يَحسُنُ خَلْطُ الجِدِّ في لُعْبِ العِيالْ

إحذفِ الثّورَةَ

فالأوطانُ في أفضَلِ حالْ

إحذِفِ الثّرْوَةَ والأشباهَ

ما كُلُّ الذي يُعرفَ يا هذا يُقالْ

قُلتُ : إنّي لستُ إبليسَ

وأنتُمْ لا يُجاريكُمْ سِوى إبليس

في هذا المجالْ

قالّ لي : كانَ هُنا

لكنّهُ لم يَتَأقلَمْ

فاستَقَالْ