شواردُ حظًّ لا يقرُّ نفورها – مهيار الديلمي

شواردُ حظًّ لا يقرُّ نفورها … و ربقة ُ همًّ لا يفكُّ أسيرها

و صحبة ُ أيام تعدُّ حظوظها … قصارا إذا عدتْ طوالا شهورها

و نزعٌ بأطماعٍ ضعافٍ تمدها … أمانيُّ لم يقبلْ يمينا معيرها

أمرُّ على عميائها أستدلها … و آوى إلى بلهائها أستشيرها

بوارقُ ما للعين إلا وميضها … و لا للثرى العطشانِ إلا غرورها

تعجبُ من صبري وعندي خلوبها … و مصعقها وعند غيري مطيرها

أجدك لم يأنس فمي بثديها … فأسئلُ عن أخلافها ما درورها

و جاذبتها ثم استمرّ ضرورة ً … مريري على ما ساءني ومريرها

كأنيّ إذا لم أفض منها لبانة ً … و قد نضبتْ أوطارها وندورها

و أني تراني أغسلُ الدمَ موجعا … أو العارَ فاعلم ثمَّ أني عقيرها

عطاءٌ على التقتير إلا غديرة ً … تزاحمَ حول الأربعين قتيرها

غرابيبُ من لون الشبيبة ِ وقعٌ … أسفَّ من الأيام بازٍ يطيرها

تقسى القلوبَ بعدها وحشة ً لها … كأنَّ قلوبَ الغانيات وكورها

ترى بوجوهٍ أنها بجمالها … تصيدُ وما الأشراكُ إلا شعورها

أجاور في شيي عيونا قوية ً … على جزلِ الشيبِ المغالطِ حورها

و كلّ بياضٍ فضلة ٌ لا يلقيها … إذا لم يكن إلا السواد يضيرها

سلا جمراتِ البين بي كيف دستها … يوقدُ بالأنفاس تحتي سعيرها

حملتُ بقلبي منهمُ وهو حبة ٌ … و من عيسهم ما لا تقلُّ ظهورها

تلفتُّ بالأظعانِ رفعا ومهبطا … تعوجُ لي أو تستقيمُ سطورها

بعشواءَ من فرطِ البكاء كأنما … تواعدَ نارُ الحيَّ بيناً ونورها

و فيمن نكرتُ الحلمَ من جزعٍ له … صبورُ مقاماتِ الوداع شكورها

إذا أفحمتني قولة ٌ فصحتْ له … و أقتلُ ألفاظ الإناثِ ذكورها

يدير كئوسا سامرة ً من لحاظه … و فى فيه أخرى حلوة ٌ لا يديرها

من العربياتِ الكرائمِ درة ٌ … تخاض إليها من تميم بحورها

تلوم أمشاعي في القناعة جالسا … فهل ثورة ٌ ترضى المعالي أثورها

و أوحدني كما ترينَ وعفَّ بي … فسادُ موداتٍ أرى وفجورها

و أبناءُ علاتٍ أخوها غنيها الص … ريحُ ومولاها الهجينُ فقيرها

وجوهٌ يصفيها النفاقُ وتحتها … بطائنُ من غشًّ يشفُّ كدورها

أضمُّ القوافي لي تفيءُ عليهمُ … و ليس وراء الخدر إلا نفورها

و أوحشها ممن تقلدُ أنه … سواءٌ حصاها عنده وشذورها

و أن قياما بالفناءِ لدودها … أعزُّ إذا لم يرعَ خصبا مسيرها

أفي نصرة الأعرابِ من حسدٍ لها … و منهم بواديها ومنهم حضورها .

و في قومها من فارسٍ للسانها … عدوُّ فسل في قيصرٍ من نصيرها

لعلَّ غلاماً أدبَ الملكُ رأيهُ … تئطُّ به أرحامها فيجيرلها

و ما ضرَّ في غير الكفاة ِ ارتحاضها … إذا ما غلت عند ابن عيسى مهورها

إذا ما دعتْ أفضى إليه افتراعها … فكان فتاها من أبوه وزيرها

سعى للمعالي سعيها وهو يافعٌ … و أكبرها من ساد وهو صغيرها

و هيبَ وما طرتْ خميلة ُ وجهه … و أولى النصولِ أن يهابَ طريرها

أراك وما أسديتَ بعدُ صنيعة ً … يقول الرضا عنها ويشهدُ زورها

تخالفُ أقوالٌ عليك اتفاقها … و تكثرُ أوصافٌ إليك مصيرها

لقد فخر النادي أبٌ عدلَ ابنهُ … إذا خاف خجلاتِ الرجال فخورها

و في شططِ الآمالِ فيك لنفسه … و أكثرُ آمالِ النفوس غرورها

لمدَّ على العلياء منك فنالها … يداً يذرعُ الرمحَ الطويلَ قصيرها

لكمُ وفضة ُ الآراءِ تبتدهونها … فتصمى إذا الآراءُ أشوى فطيرها

و ما وهنتْ فيما تقلبُ دولة ٌ … و أنتم لها إلا وفيكم جبورها

لقد علمتْ كيف اطرادُ نظامها … لياليَ إذ تلقى َ إليكم أمورها

إذا ذكرتْ أسماؤكم هشَّ تاجها … لأيامه منكم وحنَّ سريرها

حلفتُ بما يحي الخير أحله … و يوقدُ مما قلدتهُ ضفورها

رعوها الربيعَ فالربيعَ وعطنوا … عليها إلى أن ضاق عنها سيورها

تساقُ الشهورَ والليالي هدية ً … إلى ساعة توفى بجمعٍ أجورها

ببطحاء لو ما أنبتَ الدمُ روضة ً … لروضَ من جاري طلاها صخورها

لقد سرَّ ما استطاع مخبري … بودك والأخبارُ نزرٌ سرورها

سلاما ووصفا واشتياقا بغيبة ٍ … ذكتْ لوعتي منها وشبَّ زفيرها

فإنك للآداب والودَّ خاطبٌ … بشيرُ العلا فيما خطبتَ بشيرها

فقل كيف تنبو روضة ٌ غاضَ برهة ً … جدا الماءِ عنها ثم فاضَ غديرها

محاسنُ أيقظتَ العلا في طلابها … فقد نام هاديها وقام ضريرها

فليتك إن كان المبلغ صادقا … أجابك عفوا سهلها وعسيرها

فتحتُ لك الأبوابَ عنها وقد أبى َ … زماناً حفيظاها وحصنَ سورها

لئن كانت الزباءَ عزاً ومنعة ً … فأنت لها من غير جدعٍ قصيرها

و لولا الودادُ ما برزنَ سوامحا … و قد برزتْ بالغانيات خدورها

و لا عاقها في عرضها لمعاشرٍ … معارفها عجمٌ البصائر عورها

إذا اتسعتْ أيمانها لعطية ٍ … و راجعت الأخلاقَ ضاقت صدورها

و لكنها نفسٌ يطاعُ صديقها … على حكمها فيها ويعصى أميرها

تملَّ بها لا طيبَ نشرٍ يفوتها … إذا لومستْ ولا جمالَ يبورها

أزورُ بها دورَ الملوك طليعة ً … ترود ليَّ الأخلاقَ ثم أزورها

و فسحْ لها في زينة الفصحِ موضعا … تقوم به تتلى عليك عشورها

و نلْ وأبوك العزَّ ما حنَّ فاقدٌ … و قام على السبع الطباقِ مديرها

وأوفى بها شعثٌ لكم يدرسونها … مزاميرَ يستوفى اللحونَ زبورها

مكبين للأذقانِ يحتضنونها … يصانُ عن الصفح العنيفِ سفورها

تفوتكمُ بالسمع والعينُ ما رأتْ … و دلَّ على ما في القلوب نذيرها

فأقسمُ لو قضتْ ضلوعيَ بعدها … لما التأمتْ إلا عليكم فطورها