شغَلَ المُحبَّ عن الرسو – ابن الرومي

شغَلَ المُحبَّ عن الرسو … مِ وإن غدتْ مثلَ الوُشومِ

شكوى الظُّلامة منظلو … مفي حكومتها غَشومِ

ظلمتْ لتحقيق اسمها … فغدتْ تُبرُّ على سَدومِ

هلْ حاكم عدلُ الحكو … مة ِ مُنْصِفٌ لي من ظلوم

باتتْ لظاهرها وسا … وسُ من حُليٍّ كالنجوم

والباطني منها وسا … وسُ من هُموم كالخصوم

شتانَ بينَ الحالَتَيْ … نِ من المُواصل والصَّرومِ

كمْ بين وَسواسِ الحُليْ … يَ وبين وَسْواسِ الهموم

سقْيا لها إذ طالعتْ … كَ ضُحى من الخِدرِ الكَتُوم

وكأنَّ غُرَّة َ وجْهِها … شمسٌ تُطالِع من غُيومِ

وقفتْ لقلبِكَ مَوْقفاً … يُهدي الصِّبا لذوي الحلوم

واستعْجَمتْ لكنَّها … كَتَبتْ إليك بلا رُسوم

أهدتْ لروحك روْحها … وحياً يدِق عن الجسوم

وعَلِمْتَهُ رجماً وكم … لك من عُلوم في رُجوم

إن لا تَلُمْ مَنْ راحَ في … كَ مُحَمَّلاً عبءَ الملوم

أشكو إليكَ ظَماءة ً … مِنْ مُثلة ريَّا سَجوم

ووِشاية َ العِطْرِ النَّمو … مِ عليَّ والحَلْيِ النَّموم

لولاهما لأطعتُ فيكَ … نزاعَ صادية ٍ حؤوم

قلتُ اصدفي ودعيهما … ليسا بحتم في الحُتوم

ما الحَلْيُ والعِطرُ الفصي … حُ بضربة من ذي لُزوم

إنْ كانَ قلبُكِ من هوا … هُ كقلبيَ الدامي الكلوم

فتبرَّئي من واشيَيْ … كِ فليس تركُهما بلوم

أو ما رأيتِ ذوِي الخصا … ئصِ في الهوى وذوِي العمومِ

يتبرأون من الجُلو … د لمنْ هَوَوْا ومن اللحومِ

فتبسمت علماً بصد … قك وانقطعْتَ إلى الوُجوم

دع ذا لِبدْرٍ قد أضا … ءَ فما عليه مِنْ قُتوم

وافى سناهُ ودونهُ … حجبُ السرورِ مع الجُروم

فتحكَّمَتْ خُففُ المطا … مِعِ والأمانيِّ الجُثوم

ثم استقلَّ فكانَ نو … راً للسُّهولِ وللحُزوم

فتجوَّبتْ بهمُ الدُّجَى … وتكثفتْ غُمَمُ الغُموم

قدِمَ الأميرُ فمرحباً … بالقادمينَ وبالقُدوم

مَلِكٌ غدا فوقَ البريْ … ية ِ والأخشَّة ُ في الخطوم

كالوالد البرِّ الرؤو … فِ بنا وكالأُمِّ الرؤوم

والخسْفُ دونَ قبوله … طرفاً من الخَسْفِ المشوم

ليثُ اللُّيوثِ إذا الحرو … بُ تسعَّرتْ قرْمُ القُروم

غيثُ الأنام إذا الغُيو … ثُ بخلن في السَّنة الأزوم

ما في قِراه لطارقٍ … ولمستميح من عُتوم

خَفَّتْ خُطاهُ إلى الوَغَى … والحلمُ أرجحُ مِنْ يسوم

وجد السلامة َ في الكرا … هة والفخامَة َ في السهوم

فتراهُ يُبْرزُ وجههُ … تحت السُّيوفِ وللسَّمومِ

لم تُلْهِه خَمرُ المرا … شفِ لا ولا خَمْرُ الكروم

وأخو الرفاهة ِ بين مُس … معة ٍ وإبريقٍ رذوم

ممَّن يُغادِي المِزْهَر الحنْ … نانَ للقوْس الزَّجوم

تكفيهِ أوتارُ القَس … يّ من المثالث والبُموم

ظفرت تزال في اللقا … ء بسهم فلاجٍ سَهُوم

ما إنْ تزال عِداتُه … بينَ الهَزائم والهُزوم

يغزو العدا في ليل زَنْ … ج حالك ونهارِ روم

فاللَّيلُ عَوْنٌ والنها … رُ له على الأمر المَروم

وابنا الزمان هما هما … غلبا المعاقلَ بالهُجوم

يرمي العِدا بجوائح … تأتي الفروعَ من الأروم

كالريح أهلكتِ الهوا … لكَ في لياليها الحسُوم

يا دهرُ جارى من عِدا … تك ساحلا بحرٍ طمومِ

بحرٌ يجِمّ على العطا … ء ويستغيضُ على الجُموم

من هاشم في أنفها … فارجعْ بأنفٍ ذي هُشوم

خيرُ الفُروع بالباسقا … تِ سما به خيرُ الجذوم

تُضْحي يداهُ لمالهِ … ما شئتَ من جارٍ هضوم

لم يَحْسبِ المجد الشرا … ء ولم يَبعْ كرماً بلوم

نفحاتُهُ فوقَ المُنى … وظنونُهُ فوقَ العُلومِ

سمُّ البريّة ِ سُخْطُهُ … ورضاهُ دِرياقُ السُّموم

رجعتْ حقائبُ وَفْدِهِ … كُوماً على أمطاءِ كوم

يشكونَ أثقالَ الغِنَى … طَوْراً وأثقالَ السجوم

ما مثلهُ عن بَخْس مث … لِكَ حَقَّ مثْلي بالنَّؤومِ

عافِيه من بَذْلِ اللُّهَى … والمُرْتجِيه على التُّخوم

لا تستحيلُ عهودُه … والمِسكُ معدومُ الحُموم

يأسُو ويَكْلِمُ غيرَ مَذْ … مومِ الإساءة ِ والكُلوم

ساسَ الورى بيد وهُو … بٍ للُّهَى ويدٍ ضموم

فيدٌ كصفحة ِ سَيْفِه … ويدٌ كشفرتِهِ الحذوم

فذَوُو السعادة ِ ذاهبو … ن عن القصومِ إلى العصوم

وذوو الشقاوة ذاهبو … ن عن العصوم إلى القصوم

يا صاحبَ الفضلِ الخصو … صِ وصاحبَ البذلِ العُموم

يا ناصرَ الدينِ الذي … ذاد السباعَ عن اللُّحوم

وأجدَّ أعلامَ الهُدَى … بعدِ الخُلوقة ِ والطُّسوم

كم مِنْ مَقامٍ قُمْتَهُ … ماكان قبلكَ بالمَقُومِ

خذها كأوْشية الرِّيا … ضِ وفوق أوِشية ِ الرُّقومَ

مطبوعة ً مصنوعة ً … تختال في الحقل الضَّموم