شجو الهوى ما مازج الأمشاجا – ابن شهاب

شجو الهوى ما مازج الأمشاجا … فهل اقتحمت أذيه الدجداجا

لو كنت فيدعوى المحبة صادقاً … لوجدت في سوق المنون رواجا

أفد الرحيل بمن تحب وها همو … ركبوا السروج وحملوا الأحداجا

بانوا بمن خلبت فداها مهجتي … حب القلوب بسوقها الوساجا

داء الفراق أضر ما نكبت به … أهل الهوى وأشدّه إزعاجا

أيتاح للدنف المتيّم زورة … يقضي بها لبن الهوى والحاجا

هيهات منك مزارها فديارها … بعدت وأدمجها النوى إدماجا

لكن لعلك والتمنّي منهل … عذب المذاق فكن به أذّاجا

أن تدرك الأمل الخطير مخاطراً … بالروح مقتحماً به الأمواجا

وجب التنائف كي تنوف فربما … ظفر المجد وواصل الادلاجا

فلقد رقى رب الجوائب والمناقب … في الوجود بجده أبراجا

حمد السرى بين الورى لما ابترى … سبلاً إلى المجد الأثيل فجاجا

حتى أناخ بذروة الشرف الذي … بالعلم قلد سيفها والتاجا

رب القريض وترجمان عويصه … وهو المثير عجاجه العجاجا

والله ما سمح الزمان بمثله … أدباً ومعرفة ولا استخراجا

جاءت جوائبه تساقط لؤلؤا … أضحى به الدرّ النفيس زجاجا

نشرت على أهل الوجود جلاببا … من سندس فليحمدوا النسّاجا

كانوا حيارى قبل بعثة أحمد … بكتابه فأراهم المنهاجا

فبها لإدراك الشواهد قد هدوا … وإلى التمدّن أقبلوا أفواجا

وغدت ذريعة كل ذي أدب إلى … غيب العلوم وللعلى معراجا

كحذام إن نطقت فإن القول ما … قالت فأمّ سراجها الوهّاجا

فهي الجليس لكل ندب كامل … وهي النجي لمن دعا أو ناجا

ولطالما في الشرق قد سكبت على … يبس التوحش ماطراً ثجاجا

ولكم لرؤيتها اكتسى بالحلم من … قد كان قبل قدومها هجهاجا

طيارة بقوادم الأوراق في … الآفاق تحبو العالم استبهاجا

جالت أديم الخافقين وقارنت … كمديرها الإقبال والإفلاجا

يا عصرتِه جذلاً بأحمد فارس … وإلى رباه فيمم الحجاجا

وبنجله الشهم الذي عرفت له … أهل المحابر فضله لمّاجا

وهو السليم عن النقائص مطلقاً … علماً ونعتاً خاطراً ومزاجَا

حبر ترشح للمقامات العلى … بالفضل لا مكراً ولا استدراجا

بهرت نجابته العقول فهل ترى … ذا منطق إلا به لهَّاجا

فعما صباحاً أيها البطلان ما … حيّا الحيا بمريعه الأمراجا

وإليكما ورقاء تسجع بالثنا … من ذي وداد وجده قد هاجا

ناءٍ بأعلى حضرموت مقامه … متجرّعاً كأس البعاد أجاجا