شجنٌ بقلبك يطمئن ويفزع – أحمد محرم
شجنٌ بقلبك يطمئن ويفزع … وهوى لنفسك يستقل ويرجع
تنسى الشموس الغاربات وقد بدا … لهوى الأحبة من جفونك مطلع
دمعٌ تردد منك خلف عزيمة ٍ … ذابت ففاض كلاهما يتدفع
لك أن تبيت على الصبابة عاكفاً … قلقت وسادك أم تلوى المضجع
أيطيق عبء النوم جفنٌ متعبٌ … ويطيع حكم الصبر قلبٌ موجع
تبلتك مصر ومصر في حرم الهوى … دارٌ تضم العاشقين وتجمع
يجبى لها شغف القلوب وإنما … تجبى القلوب بأسرها والأضلع
ما أنت وحدك بالكنانة مولعاً … كلٌ بها صبٌ وكلٌ مولع
دار تزود كل ناءٍ لوعة ً … تجد الديار غليلها والأربع
وضع الجباه الشم عن عليائها … جاهٌ أشم لها وعزٌ أرفع
كأس الهوى العذري فوق يمينها … حرى يلم بها المشوق فيصرع
يمشي الشهيد على الشهيد وإنما … يمضي على أثر الرفاق ويتبع
يا مصر أنت لكل نفسٍ مطلبٌ … جللٌ وأنت لكل قلبٍ مطمع
في كل مطرحٍ حزينٌ يشتكي … وبكل مضطجعٍ صريعٌ يفزع
ينساب فيك النيل ملء عنانه … فالحسن ينبت والملاحة تنبع
حاباك من جعل المحاسن آية ً … لك من روائعها الطراز الأبدع
لك من أيادي الحسن كل سنية ٍ … يجني هواك على القلوب فتشفع
عذر الصبابة أن حبك سؤددٌ … عالٍ ومجدٌ ما يرام فيفرع
تحيين بالقتل النفوس فلا المنى … تطوى لديك ولا الدماء تضيع
بدمي وكل دمٍ إلي محببٍ … دمك الزكي إذا أصابك مفجع
ظلعت جدود العالمين بأسرها … إن ظل جدك في الممالك يظلع
إني قضيت فكل عيدٍ مأتمٌ … حتى يظلك عيدك المتوقع
الله شاء فمن يبدل حكمه … وقضى القضاء فمن يرد ويمنع
سيري على بركاته وتمسكي … منه بحبل عناية ٍ ما يقطع
تمشين ظامئة المطالب والمنى … وكأنما يمشي إليك المشرع
لا تتركي المتطيرين ليأسهم … اليأس يكذب والتطير يخدع
في كل أفقٍ إن نظرت وكوكبٍ … نورٌ يضيء من الرجاء ويسطع
فخذي البشارة من فمي وتأملي … آيات ربك وانظري ما يصنع
كلمات: محمد العبد الله الفيصل
ألحان: سامي احسان