سِلْكَانِ للدَّمْعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ – الواواء الدمشقي
سِلْكَانِ للدَّمْعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ … عَلَى الَّتي لَحْدُها في القَلْبِ مَلْحُودُ
ما سَوَّدَ الحزْنُ مُبْيَضَّ السُّرورِ بِها … إلاَّ وأَيَّامُ عُمْري بَعْدَها سُودُ
عَنَّتْ يَدُ الدَّمْعِ في خَدِّي عِنَانَ دَمٍ … كأنَّهُ مِنْ أَديمِ القَلْبِ مَقْدُودُ
ما استعبرَ الغيثُ إلاَّ عندَ عبرتهِ … فَخَدُّ وَجْهِ الثَّرَى لِلْغَيْثِ مَخْدُودُ
منْ لي برحمة ِ قلبٍ ليسَ يرحمني … كأنَّ نُقْصانَ وَجْدِي فيهِ تَزْييدُ
تُوَلِّدُ النارَ فيهِ ماءُ سَلْوَتِهِ … فاعجبْ لنارٍ لها في الماءِ توليدُ
كمْ بتُّ أرجمُ أعضائي بجمرِْ غضاً … وَالفجرُ في صفدِ الظلماءِ مصفودُ
نامتْ عيونُ عداتي إذ زفرتُ وَلي … من مَغْمَدِ الدَّمْعِ في عَيْنَيَّ تجريدُ
لَوْلاَ عَلاَئِقُ بَيْنٍ مِنْكِ تَعْلَقُ بِي … لقلتُ : إنَّ اقترابي منكِ تبعيدُ
وَلَيْتَ بَعْدَكِ تسويد البَياضِ فَلي … بالدَّمْعِ في صُحُفِ الأَحْزَانِ تَسْويدُ
فَلاَ صَفا كَدَرُ الدُّنْيا لِمُصْفِيَة ٍ … ما جاهدتْ فيكِ أنفاسي المجاهيدُ
إنْ أَزْمَعَتْ عنكِ صَبْراً أُبْدِلَتْ بِجَوى ً … مَعْدومُهُ بِكِ طُولَ الدَّهْرِ مَوْجُودُ
لازالَ خدي تريباً فوقَ تربتها … ما دارَ في خلدِ الأيامِ تخليدُ
جَبُنْتُ مِنْ عَسْكَرَيْ دَمْعِي فشجَّعَني … قلبٌ له في کنحِدارِ الدَّمْعِ تَصْعيدُ
متى يبالي ثرى ً أنْ لا يرى مطراً … فمسبلُ الدمع مني وهو مورودُ
هَا قَدْ تأَمَّلْتُ بالعُتْبى الَّتي سَلَفَتْ … أنْ لا يعاودني من بعدها عيدُ
وَدَّعْتُها وَبِنَحْرِي مِنْ مَدَامِعِها … نَحْرٌ وفي جيدِها مِنْ مَدْمَعِي جِيدُ
فبردتْ حرَّ أنفاسي على بردٍ … كأَنَّهُ مِنْ صَدِيدِ النَّفْسِ مَصْدُودُ
وکسْتُدْعِيَتْ فأَجَابَتْ بعد ما ظَهَرَتْ … في وجنة ِ الفجرِ قبلَ الصبحِ توريدث
وَصورتْ في مراة ِ الأفقِ صورتها … فَلِي إلَيْها بِرُسْلِ اللَّحْظِ تَرْدِيدُ
جَاهَدْتُ بالصَّبْرِ في إثْرِ العَزاءِ فَمَا … رَجَعْتُ إلاَّ وَصَبْرِي عَنْكِ مَفْقُودُ