سَقَطَ الفُرات
سَقطَ الفُراتُ
وكلُّ الناسِ تَسألُني
بعدَ الفُراتِ
تُرَى هل يَسقُطُ النِّيلُ ؟
تَاجُ العذابِ على أبوابِ مَنْبَعِهِ
وفي المَصَبِّ هُنا الأشواكُ إكْليلُ
يا ساكنينَ على النَّهرينِ أسألُكم
أينَ الشَّواطِئُ
بل أينَ القَناديلُ ؟
بغدادُ .. بغدادُ يا لَيلَى وروعَتَها
يا قَيسُ أينَ الهوَى ، أينَ المَراسيلُ ؟
سَيَّابُ" مَرَّ فهُزِّي لي مَشاعرَهُ "
في نَشْوَةِ الشِّعر تَرنيمٌ ،
وتَرْتيلُ
أينَ الصَّبايا وحُورُ العِينِ يا وطني ؟
أينَ الحُلِيُّ تُرَى .. أينَ الخلاخيلُ ؟
هل يا حُسينُ أتتْنا "كَرْبِلا" أُخَرُ ؟
كلُّ العِناقِ هنا ذَبْحٌ ، وتَقتيلُ
رأسُ الحُسينِ أمامي الآنَ شاخِصَةٌ
لِمَ يا "يَزيدُ"
وهلْ للقتْلِ تَعليلُ ؟
قبَّلْتُ فاهُ كأني أرتَوي عَسلاً
إنِّي أُحِبُّ وما في الحبِّ تَبديلُ
بغدادُ
جُرحي أنا يمتَدُّ في أَجَلي
مِن أينَ أبدأُ
هل للموتِ تَأجيلُ ؟
أحتاجُ عُمرًا على عُمري
لِيُوصِلَني
جُرحي عَنيدٌ ولمْ يَنفعْهُ تَجميلُ
حالُ العُروبةِ لا يَرضَى بِهِ أحَدٌ
رَحَلَ الرِّجالُ وتَحكُمُنا "الدَّلادِيلُ"
هذا حَليفٌ ، وذا للحِلْفِ مُنتَسِبٌ
يَروي الحِكايةَ "قابيلٌ وهابيلُ"
نحنُ الخِيانةُ إنْ بلَغَتْ لِذِروتِها
هل من طبيبٍ لدَيهِ الآنَ تَحليلُ ؟
مَن نحنُ قُل لي إذا ما كنتَ تَعرفُنا
نحنُ انفِصامٌ ، وإجرامٌ ، وتَضليلُ
الفيلُ جاءَ ..
وها قد هَدَّ كعبَتَنا
فَرَّ الجنودُ .. ولَم تأتِ الأبابيلُ
هذا الفُراتُ أتَى مُستسلمًا أبدًا
بعدَ الفُراتِ تُرَى
يَستسلِمُ النيلُ ؟