سيبلغ عني غدوة الريح أنها – الفرزدق

سَيَبْلُغُ عَني غَدْوَةَ الرّيحِ أنّهَا … مَسِيرَةُ شَهْرٍ للرّيَاحِ الهَوَاجِمِ

بَني عَامِرٍ مَا مَنْ تَأوّلَ مِنْكُمُ … بأنْ سَوْفَ يَنْجُو مِنْ تَميمٍ بحَازِمِ

وَلَوْ أنّ كَعْباً أوْ كِلاباً سَألْتُمُ … على عَهْدِهمْ قالوا لَكُمْ قوْلَ عالمِ

لَقالُوا لكُمْ: كانَتْ هَوَازنُ حِقبَةً … على عَهْدِ أكّالِ المِرَارِ القُماقِمِ

قَطِيناً يَرُبّونَ النِّحَاءَ لِيَفْتَدُوا … بِهنّ بَنِيهمْ مِنْ غُوَيٍّ وَسَالِمِ

إذا النِّحْيُ لمْ تَعْجَلْ بهِ عامِرِيّةٌ، … فَداهَا ابْنُهَا أوْ بِنْتُها في المَقاسِمِ

أظَنّتْ كِلابُ اللّؤمِ أنْ لَستُ خابطاً … قَبائِلَ غَيرَ ابْنَيْ دُخَانٍ بِدارِمِ

لَبِئْسَ إذاً حامي الحَقيقَةِ والّذِي … يُلاذُ بِهِ في مُعْضِلاتِ العَظَائِمِ

وَحَتى الحَنَاثَى مِنْ قُشَيرٍ تَسُبّني، … وَجَعْدَةُ أشْبَاهُ الإماءِ الخَوَادِمِ

وَظَنّتْ بَنو العَجلانِ أنْ لستُ ذاكراً … عِلاطَهمُ المَعرُوضَ تحتَ العَمائِمِ

وَظَنّتْ عُقَيلٌ أنّني لَستُ ذاكِراً … عَجوزَهُمُ الدَّغْمَاءَ أُمَّ التّوَائِمِ

وكمْ من لَئِيمٍ قد رَفَعتُ لَهُ اسمَهُ، … وأطعَمْتُهُ بِاسْمي، وَليس بطاعِمِ