سلي تعرفي أن الفتوة ملبسي – ابن شهاب

سلي تعرفي أن الفتوة ملبسي … وإني بجلباب المروءة مكتسي

سمت بي إلى العلياء نفسي وهمّتي … وفي ربوة المجد المؤثل مغرسي

سرت في بسيط الأرض نجب غزائمي … وبتّ وأوج المكرمات معرسي

سميري كتابي والعلوم مدامتي … ومبتكر الآداب آسي ونرجسي

سلكت بجدّي واجتهادي محجّة … لكسب المعالي من نفيس وأنفس

سبيلاً به سارت كرام أبوّتي … وقومي إلى وادي الخفار المقدس

سراة بني الزهراء من خير منبت … وبيت على السبع الطباق مؤسّس

سحاب الندى منهلة منهم على … حدائق عزّي بالحيا المتبجّس

سأحمل نفسي يا ابنة العم فاعلمي … على شانهم في كل ناد ومجلس

سماحة نفس واقتراف مكارم … وعرض مصون طاهر لم يدنس

سماة بها الحساد زادوا تغيّظاً … فقاسوا سنا نوري بنار التمجّس

سلوقية تؤذي الكرام بنبحها … ولست لذاك النبح بالمتنجّس

سواء لدي المدح والقدح منهم … لنشر كرام العصر حلّة سندس

سمي لديهم شان جاهي ومنصبي … ومن كاسهم في محفل الفخر أحتسي

سيغني الورى عن شرح حالي رعايتي … بعين العزيز الحاذق المتفرس

سمير المعالي والعوالي محمد … حميد المساعي مأمن المتوجّس

سمت بابن إسمعيل نفس أبيّة … إلى سؤدد يعلو على النجم أقعس

سخاء وتدبير وطيب شمائل … أتتنا بريح العنبر المتنفّس

سجل الندى مزبورة بيمينه … ومن ودقها الهامي غنى كل مفلس

سأحلف لو أن المقوقس رآءه … لطابت له عن مصر نفس المقوقس

سياسته في صالح الملك شيمة … أقر له في حسنها كل كيس

سوى عدله لم يبق عدل وجاره … عزيز بناب الدهر غير مضرس

سراياه في الدنيا سرت وبعوثه … على الجرد تهوي في الظلام المعسعس

سباقاً إلى الهيجاء كل مجرّب … بإقدام ليث في دهاء عملس

سلالات أقيال كرام يقودهم … أخو همّة راياته لم تنكّس

سلام على ذاك الهمام الذي به … ملاذ الورى من رائح ومغلس

سجوع القوافي فيه تحلو ومن يبع … على غيره در القريحة يبخس

سأصرفإلا عنهمدحي وأصطفي … له منه أبكار البديع المجنّس

سوافر خود ساحبات ذيولها … على طرفة ابن العبد والمتلمّس