سلام سلام لعهد الشبابْ – ابن شيخان السالمي
سلام سلام لعهد الشبابْ” … “تقضّى بريعَانه المستطابْ
وفينا لعهد الصبا نشوة” … “وللدهر صحو بِنا وانقلابْ
ودهر تكلم عن صامتٍ” … “فكان السؤال وكان الجوابْ
ومن نظر الدهر في أمره” … “يبين لعينيه شيءْ عُجابْ
ولا طيب في غرضٍ عارض” … “إذا كان مرجعه للذهابْ
وإنَّ التفاني لهذي الدُّنى” … “لَعجزٌ مع العلم بالانقلابْ
لِيَسْعَ الفتى جهدهُ طامعاً” … “بما شاء والمنتهى للترابْ
لِيَسْعَ الفتى جهدهُ طامعاً” … “بما شاء والمنتهى للترابْ
وكل المطالب مفقودة” … “سروراً ولا مثل عصر الشبابْ
فخذ منه حظك مستمتعاً” … “فللدهر موهبة واستلابْ
إذا ما أطاع الفتى ربَّهُ” … “أطاع له عاتيات الرقابْ
وفي الناس من دهرهم صولة” … “بتجريد سيف وتحديد نابْ
وإني لأكسرُ أنيابهُ” … “بفضل المليكِ المطاع المهابْ
سلالةِ تركي أبي نادرٍ” … “وتيمورٍ الشَهم ليثِ الضرابْ
وما فيصل غير سدٍّ من الحد” … “يد لسدِّ الخطوب الصِّلابْ
لهُ سطوات تصيد الأسودَ” … “وأقدام عزم تُلين الصعابْ
مكارمُ تبكي عيونَ السماءِ” … “وتضحكُ بشراً وجوه الطلابْ
وللعفو في وجهه آية” … “وفي سيفه دركات العقابْ
هنيئاً له بتمام الصيَام” … “وعيد الأنام عظيم الثوابْ
أيا ملكَ العصر يا ذا الذي” … “نداه يزاحم فيض العبابْ
أياديك كثَّرتِ الحاسِدي” … “نَ غدوا من جميلك لي في اكتئابْ
يعدُّون ذنباً وُصولي إليكَ” … “متى حُرِمُوا وصل ذاك الجنابْ
كمن حاول الشهد حتى إذا” … “تخاطأ عن نيله قال صابْ
ولو نفحت منك ريح القَبولِ” … “عليهم أتوك كمثل الذبابْ
وقال البصير بنور الهُدى” … “أصبتَ بقصدك عين الصوابْ
فجد لي بفضلٍ يقيني الأذى” … “فحولي ذئاب عليها ثيابْ
إذا مَدَّ لي الليثُ باعَ الأمان” … “فلا خوفَ إن نبحتْني الكلابْ
وفُزْ في الحياة بأسمى جَلال” … “وأقصى كمال وأوفى نصابْ