سرائر سرٍّ لا تصان ولا تفشى – محيي الدين بن عربي
سرائر سرٍّ لا تصان ولا تفشى … وأبكارُها لا تستباح ولا تُغشى
فمطعمها للحسِّ شهدٌ لذائق … وملمسها للعقلِ كالحية الرقشا
تولد للأفكار في كلِّ ساعة ٍ … من اليومِ والليلِ البهيمِ إذا يغشى
إناثاً وذكراناً لمعنى بصورة ٍ … بها قيدتهُ مثلَ ما قيدَ الأعشى
فقال بأنَّ الضوءَ ممتزجٌ وما … نوى بالذي قدْ قالَ سوءاً ولا غشا
وقال الذي لم يعرف الحكم إنه … نوى بالذي قدْ قالهُ للورى غِشا
فلو يدري أنَّ النور يستر ليله … وأنَّ وجودَ السلخِ صيَّره نشا
لقال بأنَّ الأمر نورٌ وظلمتُه … وذلك حقٌّ ما به بان أنْ يغشى
فمن سبر الأمرِ الذي قد سبرته … يكون إماماً لا يخافُ ولا يخشى