سدوا المسامع إلا أن يقال لكم – أحمد محرم
سدوا المسامع إلا أن يقال لكم … هزوا الكنانة باستقلالها فرحا
ماذا على الناعب الباكي بأيكته … إذا شدا الطائر الغريد أو صدحا
يا سعد إن سبيل الحق بينة … للسالكين وإن الأمر قد وضحا
أد الأمانة لا يعبث بها أحد … وجد في الأمر لا يخدعك من مزحا
ولا يغرنك قول الناس سيدنا … نرضى من الأمر ما يرضى وإن فدحا
حكم الحماية مردود وحجتها … أنأى وأبعد من سيشيل مطرحا
هو الجلاء فمن يطلب به بدلا … فما وفى لبني مصر ولا نصحا
يا سعد لا تقتحمها خطة حرجا … فإن حولك للأحرار منتدحا
إن المزايا التي لا يستهان بها … كانت لقومك سرا بات مفتضحا
أسكرت في مصر شعبا ما هممت به … حتى مشى الذعر في أوصاله فصحا
لولا الألى أخذوا الأقداح عن فمه … ما انفك مغتبقا منها ومصطحبا
إنا لعمرك نهدي كل معتسف … إلى السبيل ونلويه إذا جمحا
نمضي على خطة للحق واضحة … ما فاز شعب يجافيها ولا نجحا
حزب من الشم يهوي عن جوانبه … من كد يطمع أن ينهار أو كدحا
عالي المطالب حر في مذاهبه … ما مال يوما عن المثلى ولا جنحا
يرمي المغيرين مجتاحا ويقذفهم … بالرائعات من الغارات مكتسحا
يا سعد إن منع الأقوام أو منحوا … فإننا معشر لا نعرف المنحا
لسنا إذا رد حق النيل غاصبه … نظنه جاد بعد الضن أو سمحا
لنا البلاد وما للغاصبين بها … إلا المعاذير تزجى ظلعا طلحا
يظل من شدة الإعياء سائقها … إذا مضى الركب في طياته رزحا
إنا إذا ابتدر الساعون منزلة … لندرك الأمد الأقصى وإن نزحا
نزجي مطايا الهدى بيضا تخب بنا … عجلى ونبعثها خطارة سرحا
يا سعد حسبك عرفانا وتجربة … وحسبنا ما جنى الماضي وما اجترحا
أذعنت للقوم إذ قالوا مفاوضة … فما استقام لنا أمر ولا صلحا
باب من الشر ما زالت يداك به … حتى تصدعت الأقفال فانفتحا
لنمنعن بأيدينا مفاتحه … إن طاف مستفتح أو هم أو طمحا
سل المساوم في ميراث أمته … هل فاز حين أجاز البيع أو ربحا
العقل خير إمام أنت تابعه … فول وجهك أي الخطتين نحا
لسان صدق وراو غير متهم … العدل إن ذم والإنصاف إن مدحا
لا يعجبنك عفو نلت عاجله … فما عفا الدهر عن جان ولا صفحا
كل امرئ ذاهب في شأنه شططا … وينفح الله روح البر من نفحا
هل يسمع القوم إن صاح النذير بهم … زنوا الرجال وشدوا أزر من رجحا
ردوا الأعنة إن الغي مهلكة … للجامحين وإن الكيل قد طفحا
هل يعرف القادة الأبطال إن سئلوا … إلا المحاريق أو سيشيل أو رفحا
لو أستطيع مسحت الهم عن كبدي … ورحت أثأر للنفس التي مسحا
كنانة الله لا يبلغ أمانته … سهم يفوقه الرامى وإن جرحا
لوذي بإيمانك العالي إذا عصفت … هوج الخطوب بعادي الذرى فطحا
صوني يقينك في داجي غياهيها … إني أرى البارق العلوي قد لمحا
كلمات: علي هباش
ألحان: علي هباش