سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي – مصطفى صادق الرافعي

سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي … فانتشى منهُ عِطْفُ كل أديبِ

وتمشى إلى القلوبِ كبشرى … يوسفٍ إذ مشتْ إلى يعقوبِ

يستميلُ المشوقُ نحوكِ هزَ الخم … رِ عطفَ الطروبِ نحو الطروبِ

فاعجبي كيفَ شاءَ حسنكِ ما … التيهُ إذا شاءَهُ الهوى بعجيبِ

واخضبي بالقلوبِ لحظكِ إنا … لا نحبُّ الحسامَ غير خضيبِ

وتجني كما بدا لكِ فينا … وبدا للدلالِ في تعذيبي

واتركيني تراقبُ النجمَ عيني … ودعيني وما يشاءُ رقيبي

كلُّ ما تكرهُ النفوسُ من الضرِّ … حبيبٌ إن مسها من حبيبِ

يا دعاةَ السهادِ في كلِّ ليلٍ … وعداةَ الكرى وأهلَ النحيبِ

وذوي المدنفاتِ والكبدُ الحرُّ … أعليها من كلِّ صبٍ كئيبِ

أطلعوها على القلوبِ عساها … تستحي من فعالها بالقلوبِ

لا تضّني يا ظبيةٌ إن تحيي … عاشقاً هامَ في النقا والكثيبِ

من بعيدٍ إذا اغتدى من بعيدٍ … وقريبٍ إذا اغتدى من قريبِ

أنا أيوبُ في هواكِ فأينَ الصب … رُ يسرو الهمومَ عن أيوبِ

وفؤادي في راحتيكِ وخير … أن يكونَ العليلُ عندَ الطبيبِ