ساعٍ بكأسٍ إلى ناشٍ على طَرَبِ، – أبو نواس

ساعٍ بكأسٍ إلى ناشٍ على طَرَبِ، … كلاهما عجَبٌ في مَنْظَرٍ عجبِ

قامتْ تُريني وأمْرُ اللّيْلِ مجتمعٌ … صُبحا تَوَلَّدَ بين الماءِ والعنبِ

كأنّ صُغْرَى ، وكُبْرَى من فَواقِعِها … حصباءُ دُرٍِّ على أرضٍ من الذّهبِ

كأنّ تُرْكاً صُفوفاً في جوانِبِها، … تُوَاترُ الرّمْيَ بالنُّشّابِ من كَثَبِ

من كفِّ سَاقَيَة ٍ ، ناهيكَ ساقِيَة ً، … في حُسنِ قَدٍّ، وفي ظرْفٍ، وفي أدبِ

كانت لربِّ قِيانٍ ذي مُغالَبَة ٍ … بالكَشْخِ مُحْتَرِفٍ ، بالكشخِ مكتسِبِ

فقد رأت ووعتْ عنهنَّ،واختلَفتْ … ما بينهنَّ ، ومن يهوَيْنَ بالكُتُبِ

حتى إذا ما غلى ماءُ الشّبابِبها … و أفعِمتْ في تمامِ الجسمِ والقصَبِ

و جُمِشَتْ بخفيّ اللحظِ، فانجشمتْ، … و جرَّتِ الوعدَ بين الصّدقِ والكذبِ

تمّتْ، فلمْ يرَ إنْسانٌ لها شَبَهاً، … فيمنْ برى الله من عَجْمٍ ومن عربِ

تلك التي لو خَلَتْ من عَيْنِ قَيّمها، … لم أقْضِ منها ولا منْ حبّها أرَبي