رويدك أيها الجبار فينا – أحمد محرم

رويدك أيها الجبار فينا … فإن الرأي ألا تزدرينا

رويدك أيها القاضي علينا … قضاء الظالمين الناقمينا

زعمت الحكم حكمك في كتابٍ … كذبت به الخلائق أجمعينا

وما غفلوا عن الأحقاد تغلي … مراجلها وما جهلوا اليقينا

نفثت سمومها إذ ضاق عنها … فؤادك والقلوب تضيق حينا

زعمت سراتنا وذوي نهانا … مهاذير المقاول كاذبينا

إذا ما جئتهم أرضوك مدحاً … فإن فارقت عادوا لاعنينا

زعمت بلادهم هانت عليهم … فما يشكون عهد الغاصبينا

زعمت حياتهم أرضاً وماءً … تجود به أكف المانحينا

زعمت بنا مزاعم كاذباتٍ … وما يغني مقال الزاعمينا

زعمت الدين والقرآن جاءا … بما يشقي حياة المسلمينا

زعمت محمداً لم يؤت رشداً … ولم يسلك سبيل المصلحينا

فليتك كنته لتسن شرعاً … يبلغنا مكان السابقينا

رويدك أيها الجبار فينا … فبئس الحكم حكم القاسطينا

وهبنا أمة ً في الجهل غرقى … وشعباً في مهانته دفينا

أدين الله يأمرنا بجهلٍ … ويوجب أن نذل ونستكينا

سل الأحياء والموتى جميعاً … أكنا أمة ً مستضعفينا

ليالي يبعث الإسلام منا … عزائم تخضع المتغطرسينا

نثل عروش جبارين غلباً … ونجتث الممالك فاتحينا

وقائع ترجف الدولات منها … ويذكرها القياصر صاغرينا

تركنا الدهر ينتفض انتفاضاً … وغادرنا الخلائق ذاهلينا

ببأسٍ لا كفاء له وعلم … جلا الغمرات واكتسح الدجونا

ليالي ظلل الأقوام جهلٌ … أضلهموا فظلوا حائرينا

سننا الرشد للغاوين طراً … ولولا الدين لم نك راشدينا

ولولا معشرٌ خذلوه منا … لكنا السابقين الأولينا

أتزعم ما جنى الجهلاء ديناً … وتأخذنا بذنب الجاهلينا

رويدك أيها الجبار فينا … فما أنصفتنا دنيا ودينا