رعتْ منْ تبالة َ جعداً خفيفاً – مهيار الديلمي

رعتْ منْ تبالة َ جعداً خفيفاً … وسبطاً يرفُّ عليها رفوفا

وساقَ لها حارسُ الإنتجا … عِ منْ حيثُ حنَّتْ نميراً وريفا

تخطَّاهُ تبشمهُ بالعيونِ … بطاناً وتقلصُ عنهُ الأنوفا

رعتْ ما اشتهتْ ذا وذاكَ الرَّبي … عِ رعياً يجرُّ عليها الخريفا

وحدَّثها أسرًُ المحصناتِ … أحاديثَ نجدٍ فخبَّتْ خفوفا

وحنَّتْ لأيامها بالبطاحِ … فمدتْ وراءَ صليفٍ صليفا

تراودُ أيديها في الوريدِ … ويأبى لها الشِّوقُ إلاَّ الوجيفا

فهلْ في الخيامِ على المأذم … ينِ قلبٌ يكونُ عليها عطوفا

وهلْ بانُ سلعٍ على العهدِ من … هُ يحلو ثماراً ويدنو قطوفا

تزاورُ ريحُ الصَّبا بينهنْ … فيقبلنَ ميلاً ويديرنَ هيفا

وحيٍّ ديونَ منى ً لا يزا … لُ يقري عزيبَ الغرامِ الضُّيوفا

تجاورهُ فتخافُ العيو … نَ مرهفة ً وتخيفُ السيوفا

ترى ما اشتهتْ لكَ عينَ الصَّدي … قِ عزَّاً عريضاً وبرَّاً لطيفا

نساءً بأكسارِ تلكَ البيو … تِ شاهدة ً ورجالاً خلوفا

وصفراءَ منْ طيباتِ الحجا … زِ تمشي تريكَ الخليعَ النَّزيفا

ترى الزَّعفرانَ سقى خدَّها … مجاجتهُ والعبيرَ المدوفا

تعلَّقَ قومٌ بدورَ التَّمامِ … وعلِّقتُ منها هلالاً نحيفا

حماها الغيورُ فعادتْ تلو … ثُ دوني السُّتورَ وترخي السُّجوفا

وروَّضها قائدُ الكاشحينِ … فألقى مقاداً وحبلاً ضعيفا

إذا مجَّ سمعي قولَ الوشاة ِ … تعلَّقَ في أذنيها شنوفا

فكمْ ليلة ٍ ورقيبُ العيو … نِ لا يحملُ النَّومَ إلاَّ خفيفا

سمرتُ ففاسقني طرفها … وألفاظها ثمَّ كنتُ العفيفا

وقدْ كانَ حبٌّ يقضُّ الضُّلوعَ … ولكنَّهُ كانَ حبَّاً شريفا

وحاجة ِ جدٍّ تناولتها … برأيٍ يبذُّ الفؤادَ الحصيفا

دعوتُ لها قبلَ داعي الصَّباحِ … غلاماً بطرقِ المعالي عروفا

فهبَّ وفي رأسهِ فضلة ٌ … منَ النَّومِ تطلقُ جفناً رسيفا

يودُّ بكبري المنى لو رفق … تُ في ساعة ٍ كنتُ فيها عسوفا

وعاجلتهُ فركبتُ الخطارَ … وقامَ فحاضنَ ظهري رديفا

وقلتُ تيمَّمْ بنا جانباً … منيعاً وبيتَ فخارٍ منيفا

فأهلكَ حيثُ تكونُ المطاعَ … وداركَ حيثُ تكونُ المخوفا

تطلَّعَ وراءَ ثنايا الظَّلامِ … أتؤنسِ للمجدِ برقاً خطوفا

عسى البدرُ في آلِ عبدِ الرَّحيمِ … يضيءُ فيرفعُ هذي السُّدوفا

همَّ النَّاسُ فاحبسْ عليهمْ وخذْ … بحجزتهمْ إنْ رهبتَ الصُّروفا

ترى الماءَ لامعهُ لا يغرُّ … والنَّارُ لا تكذبُ المستضيفا

ومربوطة ً لتجيبَ الصَّريخَ … وسارحة ً لتروِّي اللَّهيفا

وبيضاً مجالي في الأنديا … تِ لا ينظرُ البدرُ منها الكسوفا

إذا صدئتْ أوجهُ المانعين … أرتكَ النَّدى رقَّة ً أو شفوفا

وشارة َ ملكٍ تريكَ الفذو … ذَ منهمْ حيالكَ جمعاً كثيفا

تكثَّرُ قلَّة ُ أعدادهمْ … فتحسبهمْ عشراتٍ ألوفا

تماري العلا فيهمْ أيَّهمْ … أشدُّ علوقاً بها أو حفوفا

فتحمدَ كهلهمْ والغلامَ … وترضى تليدهمُ والطريفا

توافوا عليها توافي البنا … نِ كبرى وصغرى يطلنَ الكفوفا

رأوا قبلة َ المجدِ مهجورة ً … فمالوا فظلَّوا عليها عكوفا

وقامَ عميدُ الكفاة ِ الإمامُ … وجاءوا وراءَ صفوفاً صفوفا

فتى ً لا يقرُّ على عثرة ٍ … ولا يردّ الضَّيمَ إلاَّ عيوفا

ولا يحسبُ المالَ وجهاً يصانُ … ولا ساحة َ العدمِ ظهراً مخيفا

إذا اشتدَّ عاركتَ ليثاً غضوبا … فإنْ لانَ غازلتَ ظبياً ألوفا

تخالُ عمامتهُ مغفراً … ويومَ الحياءِ تراها نصيفا

وشعواءُ تنزو بهامِ الكفا … ة ِ طوراَ طراداً وطوراً وقوفا

تريبُ الشُّجاعَ بظلِّ القناة ِ … ويتّهمُ الطَّرفُ فيها الوظيفا

ندبتُ إليها على خطبها ال … جليلِ هضيماً حشاهُ لطيفا

يطأنَ على فقرٍ ولا تزا … لُ والأسدُ مستأخراتٍ دلوفا

ومغبرَّة ِ الجوِّ عرثى التُّرا … بِ لا تحلبُ الضرعَ إلاَّ القروفا

يعودُ بها الفحلُ نضواً أجبَّ … يألمُ جرَّتهُ والصريفا

فتحتَ يديكَ فجلَّلتها … سحاباً ظليلاً وغيثاً كثيفا

مكارمُ تتمكُ عرضَ السَّنا … مْ بعدَ الذُّبولِ وتبني السَّديفا

إليكَ رحلنا مطايا الثنا … ءِ ندمي مناسمها والدُّفوفا

عليها وسوقُ الأماني الثِّقا … لُ مقترحاتٍ صنوفاً صنوفا

فأصبحنَ يحكمنَ بالإشتطا … طِ في بحرِ كفِّكَ حكماً عنيفا

أوانسُ منكَ بما يبتغينْ … وكنَّ منَ النَّاسِ وحشاً عزوفا

وعقَّ الرِّجالُ بناتِ القريضِ … فكنتَ بهنَّ حفياً رؤوفا

كانِّي من عزِّها في ذراكَ … أرى النَّجمَ جاراً لها أو حليفا

فلا زلتُ أركبهنَّ الروا … ة ِ فيكَ مهملجة ً أو قطوفا

سوائرٌ لا البحرُ يخشينهُ … ولا يستناذرنَ ريحاً عصوفا

لمجدكَ منها رسومٌ تقا … مِ كالعهدِ يحفظُ والنَّذرُ يوفى

تري لكَ إكثارها قلَّة ً … ومنكَ كثيراً جداكَ الطفيفا