رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ – مهيار الديلمي

رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ … وفاءً لغدَّارٍ وحبَّاً لمبغضِ

وراجعتُ قلبي أسترُ الصَّبرَ بعدهُ … فلمْ أرَ إلاَّ مقبلاً نحو معرضِ

حفاظٌ ولكنْ لو وجدتُ جزاؤهُ … وودٌّ ولكنْ منهُ لمْ أتعوَّضِ

أكنتَ بصحراءِ الأبيرقِ صارفي … بعذلكَ عنْ بثِّ الهوى أمْ محرِّضي

عشيَّة َ لا يخفى جوى متجلدٍ … ولا تسعُ الأجفانُ دمعَ مغيِّضِ

وأنتَ تمنيني بدمعٍ سمعتهُ … وما كانَ إلاَّ قولة ً منْ ممرِّضي

ألا في ضمانِ اللهِ لبٌّ أطارهُ … أصيلاً سنا برقٍ بدجلة َ مومضِ

لهُ منْ سحوقِ الغيمِ ردَّة َ غامدٍ … وفي خفقانِ الرِّيحِ سلَّة ُ منتصي

أضاءَ ويومي بالجزيرة ِ مظلمٌ … يذكِّرني منْ بابلٍ ليلها المضي

وحسناءُ لمْ ترجُ الإيابَ لغائبٍ … فترعى ولمْ تنوِ القضاءَ لمقرضِ

لها منزلٌ بالغورِ بينَ معدَّنٍ … مشيدٍ ومنشورِ البساطِ مروَّضِ

حبستُ بهِ أبغي الحياة َ لقاتلي … غراماّ وأدعو بالشفاءِ لممرضي

ولمَّا توافقنا وفي العيسِ فضلة ٌ … بقدرِ الوقوفِ ساعة ً ثمّ تنقضي

رأتْ شيبة ً ما لوّحتْ بعوارضي … فصرّحَ بالهجرانِ كلُّ معرَّضِ

وقالتْ أشيخٌ قلتُ كهلٌ فأطرقتْ … وقالتْ أمامَ السَّهمِ إنذارُ منبضِ

يناغيكَ بعدَ الشَّيبِ قلبي وناظري … ومنْ أينَ يصفو أسودانِ لأبيضِ

قيالسنِّي أيَّامَ يعطلُ مسحلي … وصمتي في حلى الِّلجامِ المفضَّضِ

أنوَّامَ ليلٍ قصَّرَ النومُ عمرهُ … سلوا ببقاءِ الليلِ منْ لمْ يغمِّضِ

وكنتمْ جناحي ثمَّ هيض ببعدكمْ … فهل بعدكمْ عضوٌ إذا طرتُ منهضي

أأركضُ أبغي في البلادِ معوضة ً … بكمْ طالَ تطوافي إذن فتركُّضي

بلى قبصٌ منْ آلِ أيُّوبَ صاحَ بي … سناهُ وقدْ اعتمتْ دونكَ فاستضي

رعتْ نفسي الخلاَّتُ قبلَ ودادهِ … هشيماً فلمَّا عنَّ لي قلتُ أحمضي

أبا طالبٍ والظنُّ أنَّكَ شافعٌ … لها في غنى ً عنْ باعثٍ ومحضِّضِ

شكيَّة َ مملوءٍ منْ الوعدِ قلبهُ … تحدَّثَ عنْ داءٍ منْ المطل مريضِ

غنيٌّ بتسويفِ الأماني تقطَّعتْ … عرى صبرهُ بينَ المجيءِ إلى المضي

أحلّ بكمْ في الصَّومِ حاجة ً … وقدْ عبرَ الأضحى بهِ وهوَ يقتضي

أترضونَ أنْ تصفو لغيركمْ حياضكمْ … وأرضيَ تغذي جرعة َ المتبرّض

لعلكمْ ارتبتمْ بفضلِ تسهُّلي … عليكمْ وإلمامي بكمْئ وتعرُّضي

فلا تحسبوا ذلاًّ فما منْ ضراعة ٍ … بدا لكمْ نابُ الشُّجاعِ المنضنضِ

وغيرك منْ يرمي القضاءَ بذنبهِ … إذا قيلَ قدْ فرَّطتْ قالَ كذا قضي

تسمَّعْ لها لمْ توفِ شكركَ حقَّهُ … ولو قدْ وفتْ ما كنتُ بالشُّكرِ أرتضي

جميلة ُ وجهٍ عاطلٍ منْ كسى الغنى … وإنْ وسمتها منكَ حلَّة ُ معرضِ

وفي القلبِ مالا يبلغِ الفمُ ثبُهُ … وفي بقريضٍ دونهُ الهمُّ مجرضي

فعذراً وفوزاً بانبساطي فإنَّهُ … عزيزٌ على ما اعتادَ فرطُ تقبُّضي

وأخذا منَ الأيَّامِ أوفى حظوظها … بخيرٍ تجدِ ما شئتَ منهنَّ وأرفضِ

تساقُ لكَ الدُّنيا بظهرٍ مذلَّلٍ … إذا وزعتْ قرما بنفرة ِ ريِّضِ