رسالة من سيدة حاقدة – نزار قباني
لا تدخُلي
وسددتَ في وجهي الطريق بمرفقيكَ . وزعمتَ لي .
أن الرفاق أتوا إليك . أهُمُ الرفاق أتوا إليك
أم أن سيدةً لديك . تحتلُ بعدي ساعديك ؟
وصرختُ محتدماً : قفي ! والريحُ . تمضغُ معطفي .
والذل يكسو موقفي . لا تعتذر يا نذلُ لا تتأسف
أنا لستُ آسفةً عليك . لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرِفِ . ماذا لو انكَ يا دني . أخبرتني
أني انتهى أمري لديكَ . فجميعُ ما وشوشتني
أيامَ كنتَ تحبنيَ . من أنني .
بيتُ الفراشةِ مسكني . وغدي انفراطُ السوسنِ
أنكرتهُ أصلاً كما أنكرتني .
لا تعتذر .
فالإثمُ . يحصدُ حاجبيكَ وخطوط أحمرها تصيحُ بوجنتيك
ورباطُكَ . المشدوه . يفضحُ
ما لديكَ . ومن لديكَ
يا من وقفتُ دمي عليكَ
وذللتنيَ ونفضتني
كذبابةٍ عن عارضيك
ودعوتُ سيدةً إليكَ … وأهنتني
من بعد ما كنتُ الضياء بناظريك .
إني أراها في جوار الموقدِ . أخذت هُنالك مقعدي .
في الركن . ذات المقـعدِ .
وأراك تمنحها يداً . مثلوجةً . ذاتَ اليدِ .
سترددُ القصص التي أسمعتني .
ولسوف تخبرها بما أخبرتني .
وسترفع الكأس التي جرعتني .
كأساً بها سممتني
حتى إذا عادت إليكُ . لتروُد موعدها الهني .
أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك .
وأضعت رونقها كما ضيعتني .