راسبوتين العَربي – نزار قباني
ورفضُكِ دونما طالْ
أنا القاضي بأمر اللهِ، والناهي بأمر اللهِ،
فامْتَثِلي لأحكامي،
فحبّي دائماً عادلْ..
أنا المنحاذُ كُليّاً إلى نهديْكِ..
والعصريُّ والحجريُّ..
والمَدَنيُّ والهَمَجيُّ..
والرُوحيُّ والجِنْسيُّ..
والوثنيُّ والصوفيُّ..
والمتناقضُ الأبديُّ..
والمقتولُ والقاتلْ..
أنا المكتوبُ بالكوفيِّ.. فوق عباءة العشّاق..
والعلنيُّ والسريُّ..
المرئيُّ والمخفيُّ..
والمجذوبُ، والمسلوبُ، والحشَّاشُ، والمتعهِّرُ الفاضلْ.
أنا الممتدُّ مثل القوس بين الثلج والتُفَّاح،
بين النار والياقوتِ،
بين البحر والخلجانِ..
والموجودُ والمفقودُ
والمولودُ كالأسماك عند سواحل الكلماتْ
أنا المُتَسَكِّعُ الغَجَريُّ تأخذني خطوطُ الطولِ
في سَفَرٍ إلى الأعلى.. وتأخذني خطوطُ العرضِ
في سَفَرٍ إلى الأحلى.. فأسقط مثلَ درويشٍ
أمام تقاطع الفخذين.. والطُرُقاتْ..
وأستلقي على ظهري
وتنزلُ فوقيَ الآياتْ...
أنا القِدّيسُ تأتيني نساءُ العالم الثالثْ
فأَغسِلُهُنَّ بالكافور والحِنَّهْ..
وأغمرُهُنَّ بالبَرَكاتْ..
وأعطي كلَّ واحدةٍ بنفسجةً.. ومُوالاً..
وأرزقهنَّ أطفالا..
وأزرعهنَّ كالأشجار في الغاباتْ
وأوصيهنَّ أن يحفظنَ أشعاري
فشِعْري يُدْخِلُ الجنَّهْ...
لا يوجد تعليقات حالياً