ذكرَ الصبا ؛ فبكى ، وَ لاتَ أوانِ – محمود سامي البارودي
ذكرَ الصبا ؛ فبكى ، وَ لاتَ أوانِ ... مِنْ بَعْدِ مَا وَلَّى بِهِ الْمَلَوَانِ
هيهاتَ يرجعُ فائتٌ لعبتْ بهِ ... عصرٌ أوائلُ أردفتْ بثواني
هَوِّنْ عَلَيْكَ فَكُلُّ شَيْءٍ ذَاهِبٌ ... وَ الدهرُ مصدرُ عزة ٍ وَ هوانِ
وَاحْذَرْ مِنَ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ ... بِالْبِشْرِ، فَهْيَ كَثِيرَة ُ الألْوَانِ
ودعِ التعلقَ بالمحالِ ؛ فمن يعش ... فِي غِبْطَة ٍ يُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ
لا تأملنَّ بكلَّ عامٍ مقبلٍ ... خيراً ؛ فكلُّ الدهرِ عامُ جوانِ
وَالدَّهْرُ أَيَّامٌ تُبِيدُ صُرُوفُهَا ... وَتُشِيدُ فَهْيَ هَوَادِمٌ وَبَوَانِي
أَنَّى يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ شَرَكِ الرَّدَى ... وَ الموتُ مقدورٌ على الحيوانِ
لا يوجد تعليقات حالياً