ذكرى – أحمد مطر

كَمْ عالِمٍ مُتجرِّدٍ

وَمُفكّرٍ مُتفرّدٍ

أَجرى مِدادَ دِمائهِ في لَيلِنا

لِيَخُطَّ فَجْرا

وَإذِ انتهى

لَمْ يُعْطَ إلاّ ظُلْمَة الإهمالِ أَجْرا

وَقضى على أيّامهِ

مِن أجْلِ رفعةِ ذِكرِنا

في العالمينَ

وإذ قَضى لَمْ يَلْقَ ذِكْرا

وَتموتُ مُطرِبَة

فَينهدِمُ الفضاءُ تَنَهُّداًَ

وَيَفيضُ دَمعُ الأرضِ بَحْرا

وَيَشُقُّ إعلامُ العَوالِم ثَوبَهُ

لو صَحَّ أنَّ العُرْي يَعرى

وَتَغَصُّ أفواهُ الدُّروبِ

بِغُصَّةِ الشّعبِ الطَروبِ

كأنَّ بَعْدَ اليُسْرِ عُسْرا

وكأنَّ ذكرى أُنْسيَتْ أمْرَ العِبادِ

وَأوْحَشَتْ دَسْتَ الخِلافةِ في البلادِ

فَلَمْ تُخلِّفْ بَعدَها مِليونَ أُخرى

أَلأَجْلِ هذي الأُمّةِ السَّكْرى

تَذوبُ حُشاشَةُ الواعي أسىً

وَيَذوبُ قَلبُ الحُرِّ قَهْرا ؟

ياربَّ ذكرى

لا تَدَعْ نَفَساً بها

هِيَ أُمّةٌ بالمَوتِ أحرى

خُذْها

ولا تترُكْ لَها في الأرضِ ذكرى