دُيُونٌ في كَفَالاتِ الرّمَاحِ – أبو فراس الحمداني
دُيُونٌ في كَفَالاتِ الرّمَاحِ … وَأكْبَادٌ مُكَلِّمَة ُ النّوَاحي
و حزنٌ ، لا نفاذَ لهُ ؛ ودمعُ … يلاحي ، في الصبابة ِ ، كلَّ لاحِ
أتَدْري مَا أرُوحُ بِهِ وَأغْدُو، … فَتَاة ُ الحَيّ حَيّ بَني رَبَاحِ؟
ألا يَا هَذِهِ، هلْ مِنْ مَقِيلٍ … لِضِيفانِ الصّبَابَة ِ، أوْ رَوَاحِ؟
فَلَوْلا أنْتِ، مَا قَلِقَتْ رِكابي … فَتَاة ُ الحَيّ حَيّ بَني رَبَاحِ؟
و منْ جراكِ ، أوطنتُ الفيافي … وَفِيكِ غُذِيتُ ألْبَانَ اللِّقَاحِ
رَمَتْكِ مِنَ الشّآمِ بِنَا مطَايا … قِصَارُ الخَطْوِ، دَامِيَة ُ الصِّفَاحِ
تجولُ نسوعها ، وتبيتُ تسري … إلى غرّاءَ، جَائِلَة ِ الوِشَاحِ
إذا لمْ تشفَ ، بالغدواتِ ، نفسي … وَلا هَبّتْ إلى نَجْدٍ رِيَاحي
يُلاحي، في الصّبَابَة ِ، كُلّ لاحِ … وقدْ هبتْ لنا ريحُ الصباحِ:
لَقَدْ أخَذَ السُّرَى وَاللَّيْلُ مِنّا، … فهلْ لكَ أن تريحَ بجوِّ راحٍِ؟
فَقُلتُ لَهُمْ عَلى كُرْهٍ: أرِيحوا … وَلا هَبّتْ إلى نَجْدٍ رِيَاحي
إرَادَة َ أنْ يُقَالَ أبُو فِرَاسٍ، … عَلَى الأصْحابِ، مأمونُ الجِماحِ
و كمْ أمرٍ أغالبُ فيهِ نفسي … ركبتُ ، مكانَ أدنى للنجاحِ
يُلاحي، في الصّبَابَة ِ، كُلّ لاحِ … وَآسُو كُلّ خِلٍّ بالسّمَاحِ
وَإنّا غَيرُ أُثّامٍ لِنَحْوي … جِمَامَ المَاءِ، وَالمَرْعَى المُبَاحِ
وَإنّا غَيرُ أُثّامٍ لِنَحْوي … مَنِيعَ الدّارِ، وَالمَال المُرَاحِ
لأملاكِ البلادِ ، عليَّ ، طعنٌ … يحلُّ عزيمة َ الدرعِ الوقاحِ
و يومٍ ، للكماة ِ بهِ اعتناقً ، … و لكنَّ التصافحَ بالصفاحِ
و ما للمالِ يروي عنْ ذويهِ … وَيُصْبِحُ في الرّعَادِيدِ الشّحَاحِ
وَحُزْنٌ، لا نَفَادَ لَهُ، وَدَمْعٌ … أتَدْري مَا أرُوحُ بِهِ وَأغْدُو،
تراهُ ، إذا الكماة ُ الغلبُ شدوا … أشدَّ الفارسينِ إلى الكفاحِ
أتَاني مِنْ بَني وَرْقَاءَ قَوْلٌ … ألذُّ جنَّى منَ الماءِ القراحِ
و أطيبُ منْ نسيمِ الروضِ حفتْ … بهِ اللذاتُ منْ روحٍ وراحَ
وَتَبْكي في نَوَاحِيه الغَوَادي … بأدمعها ، وتبسمُ عنْ أقاحِ
عتابكَ يابنَ عمٍ بغيرِ جرمٍ … وَإنّا غَيرُ بُخّالٍ لِنَحْمي
و ما أرضى انتصافاً منْ سواكمْ … وَأُغضي مِنكَ عَن ظُلمٍ صُرَاحِ
أظَنّاً؟ إنّ بَعْضَ الظّنّ إثْمٌ … أمَزْحاً؟ رُبّ جِدٍّ في مُزَاحِ
إذا لمْ يَثْنِ غَرْبَ الظّنّ ظَنّ … بسطتُ العذرَ في الهجرِ المباحِ
أأتْرُكُ في رِضَاكَ مَدِيحَ قَوْمي … أُصَاحِبُ كُلّ خِلٍّ بالتّجَافي
و همْ أصلٌ لهذا الفرعِ طابتْ … وَكَمْ أمْرٍ أُغَالِبُ فِيهِ نَفْسي
بقاءُ البيضِ عمرُ الشملِ فيهم … و حطُّ السيفِ أعمارُ اللقاحِ
أعزُّ العالمينَ حمى ً وجاراً ، … وَأكرَمُ مُسْتَغَاثٍ مُستَمَاحِ
أريتكَ يابنَ عمِّ بأيِّ عذرٍ ؟ … عدوتَ عن الصوابِ ؛ وأنتَ لاحِ
وَإنّا غَيرُ بُخّالٍ لِنَحْمي … كفعلكَ ؛ أم بأسرتنا افتتاحي
وَهَلْ في نَظْمِ شِعري من طرِيفٍ … لمغدى ً في مكانكَ ؛ أو مراحِ؟
و صاحبُ كلٍ خلٍّ مستبيحٍ … وَتَبْكي في نَوَاحِيه الغَوَادي
و هذا السيلُ منْ تلكَ الغوادي … و هذي السحبُ منْ تلكَ الرياحِ
وَآسُو كُلّ خِلٍّ بالسّمَاحِ … أفي مدحي لقومي منْ جناحِ؟
يُلاحي، في الصّبَابَة ِ، كُلّ لاحِ … و منْ أضحى امتداحهمْ امتداحي؟
و لستُ ، وإنْ صبرتُ على الرزايا … ألاَ حي أسرتي ، وبهمْ ألاحي
و لو أني اقترحتُ على زماني … لكنتمْ ، يا ” بني ورقا ” اقتراحي