دَعِ الوقوفَ على الأطلال والدمَنِ – ابن الرومي

دَعِ الوقوفَ على الأطلال والدمَنِ … وذِكر جيرتكَ الغادين للظَّعن

وامدح فتى حظُّه من وفر ثَروته … كحظ ناظِرِه من وجهِهِ الحسنِ

كما يَرى الناسُ في يومٍ محاسِنَهُ … ما لا يَراهُنَّ بالمرآة ِ في الزمن

كذاك حظُّهمُ من ماله ولهُ … أدنَاهُ إذ لا يرى في ذاك من غَبنِ

لا يشتري الحمدَ بل يُعطي اللُّهى هِبة ً … لا حمدَ للمشتري في الجُود بالثمنِ

ممن يَرَى أنه لم يُعْطِ سائله … إلا إذا هو أَعفاه من المؤن

ولا يَرَى مَنَّهُ مَنَّا على أحدٍ … حتى تحمَّل عنه مَحْمل المِنَن

من ذاك أضحى جميل الذكر متصلا … به الثنا اتصالَ الروح بالبدنِ

يا بنَ المُسيَّب خُذها مِدْحة ً قصُرتْ … وطال فيها عناءٌ الدهرِ والفطنِ

لها مَحاسنُ في الأسماعٍ مُونقة ٌ … تدعو الحسُودَ إلى الإصغاء والأَذنِ