دع ما ظفرت به من الأزهار – جبران خليل جبران
دع ما ظفرت به من الأزهار … وخذ الكريمة من يد الزهار
حسناء قد عقدا نظائرها لها … تاجا وهن ولائد الأسحار
يا أيها الإلفان قد أزمعتما … سفرا وطيب النفس في الأسفار
فتوليا ترعاكما عين الذي … هو في الوجود مصرف الأقدار
وتلقيا في بعلبك محبة … وكرامة من أمة أبرار
إني لأهوى بعلبك وأهلها … أولا وهم أهلي وتلك دياري
وأحب فتيتها الكرام فإنهم … سمحاء في الإعلان والإسرار
يسعون بين يديكما وهم الأولى … يسعى الكبار لهم من الإكبار
ويقابلونك يا عروس عزيزهم … بعفاف أطفال ورفق كبار
ويسيجونك في المسير كرامة … وتجلة لك بالقنا الخطار
ويكللونك بالنصال تشابكت … كمظلة صنعت من الأنوار
هذي هي الدار التي استوطنتها … وأولئك الأمجاد أهل الدار
ردي لها عهد السرور وجددي … عزم الشباب لعاثر الآثار
وتفقدي تلك المعابد واسألي … فيها الصدى عن صامت الأسرار
ترى الأواله والملوك وكل ذي … علم وكل محنك جبار
يتحركون على انتقال ظلالهم … وكأنهم وثبوا من الأحجار
فإذا هم ضحكوا إليك وأبرقت … فيهم أسارير للاستبشار
كوني لهم أملا بأن بنيك لا … يدعون كسوتهم غبار العار
وإذا تفقدت الدمى وعجبت من … تلك المحاسن فتنة النظار
ألفيتهن لبسن من فوق البلى … حللا مذهبة من الأنوار