دع الخمر نصح أخ إنها – جبران خليل جبران

دع الخمر نصح أخ إنها … لتوهي القلوب وتردي النهى

وحيث وجدت دمارا وبؤسا … ولم تدر مأتاهما ظنها

أما هي تلك التي خربت … بيوتا بتقويضها ركنها

أما هي تلك التي ضعضعت … شعوبا ودكت بها مدنها

وكل المربين من كل جيل … وكل النبيين عنها نهى

وكل أولي العزم قد سبها … وما في أولي الحزم من سنها

عليها حماة الحجى غارة … فخير أولي الفتح من شنها

والقا دراكا بكاساتها … تهاض ولا تعصموا دنها

طلاقا لشمطاء توهي القوى … وتثكل أم الوحيد ابنها

عجيب تزايد عشاقها … بقدر استطالتهم سنها

ولا تقبلوا ترهات غواة … ترى سوءها وترى حسنها

تعظم عن سفه نفعها … وترفع من ضعة شأنها

أليس لوفرة أرزائها … تجوز خالقها لعنها

فيا فتية الخير يا خير من … تقيم بهم أمة وزنها

لمصر بكم حسن ظن إذا عففتم فلا تخلفوا ظنها … له شكر لكلة أرز