دعي العطف والشكوى إلي فإنها – الفرزدق

دَعي العَطْفَ وَالشّكوَى إليّ فإنّها … جَمُوعٌ من الحاجاتِ يُرْجَى نَوَالُها

إذا هيَ لاقَتْ بي الوَليدَ، فأشْرَقَتْ … لهَا بِدَمٍ مِنْهُ يَجِيشُ سُعَالُها

إذا عَثَرَتْ بي قُلْتُ عالَكِ، وَانتَهى … إلى بَابِ أبْيَاتِ الوَلِيدِ كَلالُها

وَمِثْلَكِ قَدْ أتْعَبْتُ حَتى أنَخْتُها … إلى حَيْثُ أثْرَتْ من قُصَيٍّ رِجالُها

إلى حَيْثُ صَارَتْ من لُؤيّ بنِ غالبٍ … إلى بَيْتِهِ أحْسَابُهَا وَظِلالُها

إلى بَيْتِ مَرْوَانَ الّذِي لمْ يَزَلْ لَهُ … دَعَائِمُ مُلْكٍ مَا تُرَامُ جِبَالُها

إلى المُسْتَثِيبِ ابنِ الأئِمّةِ، عُودُها … لَهُ بَعدَ عَهدَيْ صَاحبَيهِ اعتدالُها

هِلالٌ تَجَلّى الغَيْمُ عَنهُ ابنَ لَيلةٍ، … فَقَدْ تَمّ حتى كانَ بَدْراً هِلالُها

إلى سَيّدِ الشّبّانِ قد مُكّنَتْ لَهُ … خِلافَةُ أمْلاكٍ إلَيْهِ انْتِقَالُها

إلَيْكَ وليَّ العَهْدِ وَالعَقْدِ من أبٍ … لَهُ مِنْ مَوَالِيهِ العُرَى وَحِبَالُها

نَمَاكَ عَظِيمُ القَرْيَتَينِ فأصْبَحَتْ … لكَ العُرْوَةُ الوُثْقَى الشّدِيدُ دِخالُها

على النّاسِ أعطَوْها أباكَ فأصْبَحَتْ … إلَيْهِ مَقَالِيدُ الأُمُورِ وَمَالُها