دعوناكَ ، والهجرانُ دونكَ ؛ دعوة ً – أبو فراس الحمداني

دعوناكَ ، والهجرانُ دونكَ ؛ دعوة ً … أتاكَ بها بقظانَ فكركَ لا البردُ؟

فَأصْبَحْتَ مَا بَينَ العَدْوّ وَبَيْنَنَا … تجاري بكَ الخيلُ المسومة ُ الجردُ

أتَيْنَاكَ، أدْنَى مَا نُجِيبُكَ، جُهدنا، … فأهوَنُ سَيرِ الخيلِ من تَحتِنَا الشّدّ

بكلِّ ، نزاري أتتكَ بشخصهِ … عوائدُ منْ حاليكَ ليسَ لها ردُّ

نباعدهمْ وقتاً كما يبعدُ العدا … وَنُكْرِمُهُمْ وَقتاً كمَا يُكرَمُ الوَفدُ

وندنو دنواً لا يولدُ جرأة ً … و نجفو جفاءً لا يولدهُ زهدُ

أفضتَ عليهِ الجودَ منْ قبلِ هذهِ … و أفضلُ منهُ ما يؤملهُ بعدُ

وَحُمْرِ سُيُوفٍ لا تَجِفّ لهَا ظُبى ً … بِأيدِي رِجالٍ لا يُحَطّ لهَا لِبْدُ

و زرقٍ تشقُّ البردَ عنْ منهجِ العدا … و تسكنُ منهمْ أينما سكنَ الحقدُ

وَمُصْطَحَباتٍ قارَبَ الرّكضُ بَينَها … وَلَكِنْ بِهَا عَنْ غَيرِها أبَداً بُعْدُ

نشردهمْ ضرباً كما شردَ القطا … و ننظمهمْ طعناً كما نظمَ العقدُ

لَئِنْ خَانَكَ المَقْدُورُ فِيمَا نَوَيْتَهُ … فما خانَكَ الرّكضُ الموَاصَلُ والجهدُ

تُعَادُ كمَا عُوّدْتَ، وَالهَامُ صَخْرُها، … وَيُبْنَى بهَا المَجدُ المُؤثَّلُ وَالحَمْدُ

ففي كفكَ الدنيا وشيمتكَ العلا … وَطَائِرُكَ الأعْلى وَكَوْكَبكَ السّعدُ