دعوت إلى السلوان غير سميع – الهبل

دعوت إلى السلوان غير سميع … وألزمت ترك الحب غير مطيع

أمن بعد أن قامت شهودي على الهوى … يجوز عن دعوى الغرام رجوعي

ولو مثل ما قد قلت لي انه الهوى … لما همت يوما في ربى وربوع

ولكن جفون يوم نعمان فتر … صوارمها لا تتقى بدروع

وكنت على الصبر الجميل معولا … ألاقي به الأحداث غير جزوع

فقد فرعني الصبر في مركز الهوى … وفضت بغارات الغرام جموعي

أسكان نعمان الأراك إلى متى … وحتى متى وجدي بكم وولوعي

مضى العمر فيكم وانقضى وصبابتي … تؤجج نيران الجوى بضلوعي

وقلتم خلي يدعي الحب باطلا … سقامي لماذا فيكم ودموعي

ألا رحمه سكان نعمان إنني … بحمل الذي ألقاه غير ضليع

أصد وهجران ولم آت في الهوى … بذنب سوى ذلي لكم وخضوعي

فإن كان فرط الحب ذنبي إليكم … فيا ليت شعري ما يكون شفيعي

رعى الله عصرا قد مضى لي بقربكم … وشملي بكم إذ ذاك غير صديع

إذ العيش غض والزمان مساعد … وسربي بالهجران غير مروع

وإذ أنا آوي من عزيز حماكم … إلى مربع رحب الفناء مريع

وددت لو أن الحزن ساعة بنتم … عصاني وأن الصبر كان مطيعي

وبالرغم مني أن أعيش لساعة … أخاطبكم فيها بخير وديع

أكفكف أسراب المدامع والهوى … يقول أذيعي سره وأضيعي

لي الله كم أمسي وأضحي متيما … بحب منوع للوصال منيع

بحب رشا لولاح للشمس وجهه … لما أذنت من شرقها بطلوع

من الغيد يحمي بالصفاح كناسه … فكم من أسير حوله وصريع