دارتْ عليها للهوى راحةٌ – مصطفى صادق الرافعي

دارتْ عليها للهوى راحةٌ … فبتُّ أسقاها وأسقيهِ

من مهجةٍ تنسابُ من مهجةٍ … آخذها فيَّ إلى فيهِ

والقلبُ من ذلّي ومن دلّهِ … كقومِ اسرائيلَ في التيهِ

يا طولَ سقم القلبِ إما غدا … يمرضهُ من كانَ يشفيهِ

لو تنصفون لقلتُ آه … ماتَ العليلُ فما دواهُ

ماكادَ يطوي جانبيهِ … على الأسى حتى طواهُ

ورأى الهوى ناراً فلم … يخفِ الهوى حتى كواهُ

شيءٌ يسمى بالغرا … مِ وليسَ يدري الناسُ ماهو

بينَ السعادةِ والشقا … ءِ فكلما عرفوا تاهوا

يا مقلتيَّ إذا بقي … في الجفنِ دمعٌ فاسكباهُ

وإذا احتمى بكما الكرى … بعدَ التفرقِ فاطرُداهُ

أخذَ الحبيبُ عليَّ عهداً … أنَّ أعذبَ في هواهُ

ومن العجائبِ أنني … راضٍ وأسألهُ رضاهُ

ألحاظهُ كالنحلِ تحمي … ما أجنَّتهُ الشفاهُ

فإذا رنا لم يبقَ قل … باً سالماً إلا رماهُ

وإذا مشى وقعتْ على … كبدي وأحشائي خطاهُ

يا ربِّ هل ابدعتهُ … إلا ليفتنَ من رآهُ

أطلعتهُ قمراً فكا … نَ سوادَ حظّي من دجاهُ

وخلقتهُ رشأً فكا … نَ مراحَ أضلاعي حماهُ

وبريتهُ غصناً فروّ … ى دمع أجفاني ثراهُ

بعضُ الهوى عذ … بٌ وسائرهُ العذابُ لمن بلاهُ