خليلٌ من الخِلاَّنِ أُصفيهِ خُلَّتي – ابن الرومي

خليلٌ من الخِلاَّنِ أُصفيهِ خُلَّتي … فأبدَى ليَ السرَّ الذي أنا كاتِمُهْ

ويحزُنُني طورا وطوراً يسُرُّني … مغانمُهُ طوراً وطوراً مغارمه

بُليتُ ببلوى والبلايا كثيرة ٌ … وكانتْ مُرجَّاة ً لدينا مَقاوِمه

فلم أتخيَّرْ من ثقاتي غيرهُ … ولم أرَ أنِّي عند ذلك ظالمه

وقال ليَ التأميلُ فيه ألا ادْعُهُ … لخطْبِكَ لا تَعظُمْ عليك عظائمُه

فلم أتخيَّرْ بين يأْسٍ ومَطْمع … ولا قلتُ جبسٌ باردُ القلبِ نائمه

فبكيته حيّاً كَمَيْتٍ فقدتُه … وما الميْتُ إلاَّ من تموتُ مكارمه

فلا تَلْحَهُ يابنَ الكرامِ وأعْفِهِ … فما لوْمُ من لم تَبْقَ إلا رمائمُه

نعائي أبا يحيى إليك فإنَّهُ … تداعتْ معانيهِ وبادتْ معالمه

فخُذْ في مراثي من تبدَّلَ بالعُلا … سَفالاً فما تُجدى عليكَ مَلاوِمه

غدا خادماً للشُّحِّ والشُّحُّ ربُّه … وعهدي به الأمسِ والجودُ خادمه