حيوا بمصر حماتها الأحرارا – أحمد محرم
حيوا بمصر حماتها الأحرارا … وتذكروا شهداءها الأبرارا
إني لأيصر مصر في أعيادها … وأرى المهارج في السماء كبارا
حيتكم الرسل الكرام وجاءكم … وفد الملائك يحمل الأقمارا
كبرت واستأذنت آخذ موقفي … بين المصاحف أنشد الأشعارا
فإذا الأئمة يهتدون بنورها … وإذا الخوارج يذهبون حيارى
وحي من الإيمان يكشف نوره … حجب الضلال ويهتك الأستارا
باسم الذي جعل البيان أمانة … أقضي الحقوق وأكرم الآثارا
هي همة الشعب الأبي وبأسه … وجهاده يستدفع الأقدارا
ينطاد علوي المطالب ممعنا … ويصول جني القوى جبارا
يطوي الزلازل والرجوم إذا انبرى … يمحو الحصون ويمسح الأسوارا
تعبت خطوب الدهر فيه فأذعنت … تلقي القياد وتبسط الأعذارا
ولعت بمضطرم الإباء ومارست … جلدا على أهوالها صبارا
والشعب إن جمع الصفوف مجاهدا … غلب الصعاب وأدرك الأوطارا
من يملك السيل الأتي إذا انتحى … ملء الشعاب ويمسك التيارا
ومن الذي ينهى الرياح ذواريا … ويسومهن إذا عصفن قرارا
شر السياسية أن تسود بني الدنى … غصبا وتلتهم الدنى استعمارا
ما شاء ربك أن يكون عباده … هملا ولا خلق الشعوب أسارى
هبوا بني الشهداء هذا يومهم … هاج البقيع أسى وهز الغارا
أهم الألى رفعوا اللواء تحية … ردوا التحية وارفعوا الأبصارا
هبطوا كمندفع الشعاع جرى ضحى … يرد البقاع ويهبط الأقطارا
إني لأنظر مصطفى ورفاقه … بين الصفوف مكبرين جهارا
الله أكبر ما لنفس عصمة … حتى يكون لها الإباء شعارا
سكن الضعاف إلى الحياة مذلة … وأبوا فكانت عزة وفخارا
والناس يأبون الصغائر مطلبا … إلا إذا حملوا النفوس صغارا
دفعوا العدو عن البلاد مناجزا … ورموا به متغلبا قهارا
لم يغنه الأسطول يغمره دما … والجيش يطعمه الممالك نارا
الحق أسطول الضعيف وجيشه … إن شن حربا أو أراد مغارا
إن كنت متهمى ولست بمغرق … فسل القوي إذا طغى أو جارا
كم دولة للظلم عاتية رمى … نفس اللهيف كيانها فانهارا
إن الألى سدوا السبيل على العدى … فتحوا العقول وحرروا الأفكارا
نصروا الكنانة حين ضاق خناقها … فتفجعت تستصرخ الأنصارا
وهبوا لها أعمارهم وكأنما … وهبت لهم من أهلها الأعمارا
تركوا المنازل والديار فأصبحوا … سكنوا الخلود منازلا وديارا
إني رأيت الناس رسل هداية … بذلوا النفوس وآخرين تجارا
هلا سألت القوم أين زعيمهم … أأصاب ربحا أم أصاب خسارا
لن يبعثوه ولن يتاح له الغنى … ولو أنهم جعلوا الضريح نضارا
يوم الكنانة أنت أبلغ واصف … فصف الوقائع وانشر الأخبارا
وانشد ودائع يوم بدر إنه … أمسى أخا لك صادقا أو جارا
أخوان في ذات الإله كلاكما … نصر الكتاب وجاهد الكفارا
بالمانعين الحق ريع لواؤه … والدافعين عن الحمى الأخطارا
الناهضين إلى اللقاء أعزة … المعرضين عن الدماء طهارى
من كل منصلت أهاب به الردى … فأجاب لا وجلا ولا خوارا
نبت الصوارم في الكريهة فانتضت … منه المنية صارما بتارا
يا يوم جدد للكنانة عهدهم … بوركت يوما صالحا ونهارا
أرنا الوغى تجلو السيوف بواترا … والخيل جردا والعجاج مثارا
وأفض على النيل الدماء زكية … تحيي القرى موتى الزروع قفارا
زهت البلاد وما فتئن هوامدا … ومضى الزمان وما برحن حرارا
إن الذي منع الكنانة ريها … أخلى الجداول منه والأنهارا
يجري الصدى فيها ويندفع الردى … متدفقا ملء القرى زخارا
سبحانك اللهم أنت قضيتها … دنيا تدور صروفها أطوارا
تعلو وتسفل بالشعوب حثيثة … وتتابع الإقبال والإدبارا
أدرك بفضلك أمة موقوذة … تشكو إليك رماتها الأغرارا
ملك القضاء سبيلها فاملك على … عزريلها الأنياب والأظفارا
وأذقة حكمك في الممالك إنها … ذاقت على يده الحمام مرارا
وتولنا في المؤمنين وآتنا … نصرا يزيد المجرمين تبارا
لمن ادخرت النصر أو أعددته … إن كنت تخذل حزبك المختارا
أنظر إليه على تمرد خصمه … أأضاع حقا أم أباح ذمارا
إنا اتبعنا فيك آثار الألى … جعلوا كتابك سنة ومنارا
ثبت على الحق المبين قلوبنا … في المتقين وزلزل الفجارا