حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى – جرير

حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى … قَبْلَ التّصَدّعِ مِنْ شَماليلِ النّوَى

قالتْ بليتَ فما نراك كعهدنا … ليت العهود تجددتْ بعد البلى

أأُمَامُ غَيّرَني، وأنتِ غَريرَة ٌ، … حاجات ذي أربٍ وهمٌّ كالجوى

قالَتْ أُمامَة ُ: ما لجَهْلِكَ ما لَهُ، … كيف الصبابة ُ بعد ما ذهب الصبا

و رأت أمامة في العظام تحنياً … بعدَ استقامته وقصراً في الخطا

و رأتْ بلحيته خضاباً راعها … وَالوَيْلُ للفَتَياتِ مِنْ خَضْبِ اللّحَى

و تقولُ أني قدْ لقيتُ بلية ً … من مسح عينك ما يزالُ يها قذى

لَولا ابنُ عائِشَة َ المُبارَكُ سَيْبُهُ، … أبكَى بَنى ّ وَأُمَّهُمْ طُولُ الطَّوَى

إن الرصافة َ منزلٌ لخليفة ٍ … جَمَعَ المَكارِمَ والعَزائِمَ والتُّقَى

ما كانَ جرب عند مدَّ حبالكمْ … ضعف المتون ولا انفصامٌ في العرى

ما إنْ تركْتَ منَ البِلادِ مَضِيلَّة ً … إلاّ رَفَعتَ بها مناراً للهدى

أُعطِيتَ عافِيَة ً ونَصراً عاجِلاً، … آمينَ ثم وقيتَ أسبابَ الردى

ألحَمْدُ لله الّذي أعْطاكُمُ … سنَ الصنائعِ والدسائع والعلى

يا ابنَ الخَضَارِمِ لا يَعيبُ جُبَاكُمُ … صِغَرُ الحِياضِ وَلا غَوائِلُ في الجبَا

لا تجفونَّ بني تميمٍ إنهمْ … تابُوا النَّصوحَ وَرَاجَعوا حسنَ الهوى

مَنْ كانَ يَمرَضُ قلبُهُ مِنْ رِيبَة ٍ … خافُوا عِقابَكَ وانتَهَى أهلُ النُّهى َ

و اذكرْ قرابة َ قوم برة َ منكمُ … فالرحمُ طالبة ٌ وترضى بالرضا

سوستَ مجتمعَ الأباطحِ كلها … و نزلت منْ جبلى قريشٍ في الذرى

أخَذُوا وَثائِقَ أمرِهِمْ بعَزائِمٍ … للعالمينَ ولا ترى أمراً سدى

يا ابن الحُماة ِ فَما يُرامُ حِماهُمُ … و السابقين بكلَّ حمدٍ يشتري

ما زلتُ معتصماً بحبلِ منكم … مَنْ حَلّ نُجْوَتَكُمْ بأسبابٍ نَجَا

وَإذا ذكَرْتُكُمُ شدَدْتُمْ قُوّتي؛ … و إذا نزلتُ بغيثكمْ كان الحيا

فلأشكرنَّ بلاءَ قومٍ ثبتوا … قصبَ الجناح وأنبتوا ريشَ الغنا

مَلَكُوا البِلادَ فسُخّرَتْ أنهارُهَا … في غير مظلمة ٍ ولا تبعِ الريا

أوتيتَ منْ جذب الفرات جواريا … منها الهَنِيُّ وسائحٌ في قرقرى

والمجدُ للزَّنْدِ الذي أوْرَيْتُمُ … بَحْرٌ يَمُدُّ عُبَابُهُ جُوفَ القِنى

سيروا إلى البلدِ المباركِ فانزلوا … وَخُذوا مَنازِلَكُمْ من الغيثِ الجدا

سيروا إلى ابن أرومة عادية ٍ … وَابنِ الفُرُوعِ يمدُّها طِيبُ الثّرَى

سيروا فقد جرت الأيامنُ فانزلوا … بابَ الرُّصَافَة ِ تَحمَدوا غبّ السُّرَى

سرنا إليكَ منَ الملا عيدية ً … يَخبِطنَ في سُرُحِ النِّعالِ على الوَجَى

تدمى مناسمها وهنَّ نواصلٌ … من كُلّ ناجِيَة ٍ ونِقْضٍ مُرْتَضى َ

كَلّفت لاحِقَة َ النَّميلِ خَوَامِساً، … غُبْرَ المَخارِمِ وهيَ خاشعة ُ الصُّوى

نرمى الغرابَ إذا رأى بركابنا … جُلَبَ الصِّفاحِ وَدامِياتٍ بالكُلَى