حسرة أي حسرة أن تبيني – جبران خليل جبران

حسرة أي حسرة أن تبيني … وأرانيي موقف التابين

آه من هذه الحياة ومن سخرية … النبل والصفات العيون

ربة القصر بت في ظلمة القبر … رهينا به وأي رهين

لا تجيبين أدمعي سائلات … وعزيز علي ألا تبيني

افما تسمعين إنشادي الشعر … وكنت الطروب إن تسمعيني

يا مثال الكمال في حرة الطبع … وفي درة الجمال المصون

يجتلي من يرك لطف ابتسام … صانه الثغر صون مال لاضين

ما ابتسام الهلال في الشك أجلى … منه نورا بأعين المستبين

فعله في الجفون كالمرود الشافي … وقد مر ناعماف الجفون

أي زوج وفت وفاءك ايام … التلاقي وبعدها للقرين

وأعزت ذكراه ميتا بما لم … يرو عن أيم ولا عن خدين

أي أم برت كبرك بابن … جعلته المثال بين البنين

وجلت في بناها من حلاها … خير ما راع في النهى والعيون

وأريت المرتاب في كل أنثى … أينمهى الشكوك دون اليقين

إن منهن كالملائك أطهارا … نقايا برغم كل ظنون

نابهات النفوس إن هذبن … يحطن الحجى بخلق حصين

قادرات على مكافحة الدهر … بعزم ثبت وحلم رصين

أي قوم هان النساء عليهم … ونجوا في بلادهم من هون

فجعت مصر في فريدة عقد … أين منها الفريد في التثمين

كل افكارها بديع … ولا يصطاد غلا كاللؤلؤ المكنون

فلتفز بالرضى من الله ولتغنم به … الخلد في قرار مكين

وليكن في الأسى العميم عليها … خير سلوى لكل قلب حزين