حروفُ الهجا عشرتُها لتكون لي – محيي الدين بن عربي

حروفُ الهجا عشرتُها لتكون لي … ذخيرة خيرٍ للسعادة ِ شاملَهْ

فضمنتها علماً وأنشأتُ صورة … مخلقة ً عندَ المحققِ كاملهْ

وصورتُها مثلَ الهيولى لأنَّها … إلى صورة ِ الألفاظ بالذات قابله

فأظهرتُها للعينِ شمساً منيرة ً … على صِفة تفني الزوائدَ فاضله

تراها إذا خاطبتها بذواتها … تردُّ جوابي فهي قول وقائله

فأمنتها من كلِّ تحريفٍ لافظٍ … وآمنتها من كلِّ مكرٍ وغائله

يترجم عما في الضمير وجودها … إذا أفردت أو ركبت هي باذله

بها وحياة ٌ العلمِ عشرتْ ذاتَها … هي الروح إلا أنها فيه فاصله

تقسمه تقسيمَ خرٍ ممكن … خبير بما لي فهي للخيرِ واصله

تراها على النعيينِ مهما تكلمتْ … بها ألسنُ ما بين حالٍ وعاطله

إذا ما أبانت فهي أعدلُ شاهد … وإنْ لم تبن كانت عن الحقِّ عادله