حبُّ الغواني عن الولدان أغناني – ابن شيخان السالمي
حبُّ الغواني عن الولدان أغناني … وذكرهن جميع الناس إنساني
من كل فاترة الألحاظ فاتنة … حوراء أحسن من حور وولدان
بيضاء براقة اللبَّات طيبة … الأنفاس تنعش جسم الميت الفاني
ظمياء ظريانة السَّاقين راجحة … الردفين ناهدة الثديين مزيان
مظلومة الخصر يشكو من روادفها … حملاً ثقيلاً كما يُشكى من الجاني
تهتز كالغصن إذ مر النسيم به … صبحاً عليها حلى در ومرجان
شعورها ضمَّخت بالعطر أرجلها … طوراً وطوراً تعلَّت فوق كثبان
فهل سمعت بليل تحته قمر … على قضيب على حقف بإنسان
وهل رأيت أسود الغاب تقنصها … ظباء وحش بساجي الطرف وسنان
هي التي فضلوها بالجمال على الن … سا ولم يختلف في حسنها اثنان
هدَّت لواحظها قلبي كما هشمت … مدافع المانيا جيش البريطاني
تعرضت لي بالجرداء حافظة … جمال يوسف بالحرز السليماني
أشكو إليها صباباتي فتظهر لي … أضعاف ما كابدت من طول أزمان
إذا رأيت الذي تهوى يريك هوىً … منه فما ضاع فيه دمعك القاني
أبكي وتبكي ودمعانا يسيل دماً … هذا ودُرّاً بدا هذا بعقيان
كنا كذا فتفرقنا وعاد لنا … دهرٌ فكم فيه من سوء وإحسان
لا فرَّق الله ما بيني وبينكم … يا واصلين فأنتم عمري الثاني
ولا رمانا زمان بالفراق كما … مضى فإنكم روحي وريحاني
يا ساهر البرق نحو الشرق لاح دجاً … بلغ سلامي أحبابي وحيراني
يا عارضاً قد سرى والريح تجذبه … نحو الأحبة فاحملني بجثماني
وأنت يا نسمات الصبح راويةٌ … فأروي إليهم صباباتي أشجاني
وحدثيهم عن الصب الكئيب فقد … رمته أيدي النوى عنكم بأحزان
طوراً يقدُّ سنام الأرض مرتفعاً … نجداً ومنخفضاً طوراً بغيطان
وتارةً يركب الدلهاء يقطعها … والموج منها كرضوى أوكثهلان
أرجو من الله تيسير الأمور كما … ترجو العفاة نوال الشيخ حمدان
شيخ به طمع الدهر الخؤون فقد … سترت يا دهر سوآت بإحسان
أتيت فينا بشيخ في فضائله … فرداً وهيهات أن يأتي له ثاني
شهمٌ إذا ذكر الأشياخ في ملأ … فهم كعين وذا فيهم كإنسان
كبير فضل وعقل لا يمرُّ على … دنياه إلا بإحسان وميزان
خالي الأزار من الفحشَاء مرتفع … عن القبيح رفيع القدر والشان
ذو هيبة رعبت منه الأسود فلا … تأتيه إلا لتسليم وإذعان
ترمي بنادقه جيش العداة كما … ترمي السماء بشهب كل شيطان
أخو اقتدار على الباغي ومكرمة … إلى الصَّديق وذو صفح عن الجاني
فاضت أياديه حتى عمَّ نائلها … كالسيل ينزل بالقاصي وبالداني
تمسي وتصبح بالإِحسان راحته … مبسوطة للورى في كل أحيان
ما قال لا كرما يوماً لسائله … فلاؤه لاءُ آلاءٍ وايمان
ولا أتاه بعيد الدار مغتربٌ … إلاَّ وسلاَّه عن أهلٍ وأوطان
ولا توجه عاري الجسم حضرته … إلا ويكسى بروداً ذات ألوان
ولا تضايق بالأضياف منزله … إلاَّ ويضحك بشراً غير غضبان
يستأثر الزاد أهل الجوع وهو له … أخو اضطرار فيمسي غير شبعان
حاز العلا فهو الإِنسان إن ذكروا … شخصاً وما كل إنسان بإنسان
لله حمدان إن ضاق الزمان على … بنيه عاشوا بفضل منه هتّان
أتيت ناديه مهموماً فآنسني … جميله وادكار الأهل أنساني
لا زال مرتفعاً بالفضل منتصباً … للعدل منخفضاً لله كالعَاني
ودام إخوته الأساد طائلةً … أعمارُهم في نعيم طولَ أزمانِ
خليفة وسعيد صقرهم وكذا … محمد تابع من بعد سلطان
هم البدور إذا حلُّوا بمُظلِمَة … وهم غطاريف عدنان وقحطان
واقصِد فلاحَ المساعي إن مررت على … بني فلاح تصادف خيرَهم داني
بيض الوجوه دعاة الناس سعيهُم … على الهُدى لا رعاة المعز والضان
إن يركبوا فهم فرسان عادية … أو يجلسوا فهم أصحاب تيجان
فيا أبا راشد خذها محبرة … غرّاء خصتك بالباقي عن الفاني
فابسط إليها يد الإِقبال وابغ لها … وجه القبول وأسدل ثوب غفران
وعش ودم في مقام العز مغتنماً … حرز الكمال بتمكين وإمكان