like-empty

كلمات

klmat.com

sun

حبيبتي تنهض من نومها

حبيبتي تنهض من نومها

طفولتي تأخذ، في كفّها،

زينتها من كل شيء..

و لا _

تنمو مع الريح سوى الذاكرة

لو أحصت الغيم الذي كدسوا

على إطار الصورة الفاترة

لكان أسبوعا من الكبرياء

و كلّ عام قبله ساقط

و مستعار من إناء المساء..

يوم تدحرجت على كل باب

مستسلما للعالم المشغول

أصابعي تزفر: لا تقذفوا

فتات يومي للطريق الطويل

بطاقة التشريد في قبضتي

زيتونة سوداء،

و هذا الوطن

مقصلة أعبد سكّينها

إن تذبحوني، لا يقول الزمن

رأيتكم

و كالة الغوث لا

تسأل عن تاريخ موتي، و لا

تغيّر الغابة زيتونها،

لا تسقط الأشهر تشرينها

طفولتي تأخذ في كفها،

زينتها من أي يوم

و لا _

تنمو مع الريح سوى الذاكرة

و إنني أذكر مرآتها

في أول الأيام،حين اكتسى

جبينها البرق، لكنني

أضطهد الذكرى، لأن المسا

يضطهد القلب على بابه..

أصابعي أهديتها كلها

إلى شعاع ضاع في نومها

و عندما تخرج من حلمها

حبيبتي أعرف درب النهار

أشق درب النهار.

كلّ نساء اللغة الصافية

حبيبتي..

حين يجيء الربيع

الورد منفيّ على صدرها

من كل حوض، حالما بالرجوع

و لم أزل في جسمها ضائعا

كنكهة الأرض التي لا تضيع

كل نساء اللغة دامية

حبيبتي..

أقمارها في السماء

و الورد محروق على صدرها

بشهوة الموت، لأن المساء

عصفورة في معطف الفاتحين

و لم أزل في ذهنها غائبا

يحضرها في كل موت وحين ..

كل نساء اللغة النائمة

حبيبتي

تحلم أنّ النهار

على رصيف الليلة الآتية

يشرب ظل الليل و الانكسار

من شرف الجندي و الزانية

تحلم أن المارد المستعار

من نومنا، أكذوبة فانية

و أن زنزانتنا، لا جدار

لها، و أن الحلم طين و نار

كل نساء اللغة الضائعة

حبيبتي..

فتشت عتها العيون

فلم أجدها.

لم أجد في الشجر

خضرتها..

فتشت عنها السجون

فلم أجد إلاّ فتات القمر

فتّشت جلدي..

لم أجد نبضها

و لم أجدها في هدير السكون

و لم أجدها في لغات البشر

حبيبة كل الزنابق و المفردات

لماذا تموتين قبلي

بعيدا عن الموت و الذكريات

و عن دار أهلي ؟..

لماذا تموتين قبل طلاق النهار

من الليل ..

قبل سقوط الجدار

لماذا؟

لكل مناسبة لفظة..

و لكن موتك كان مفاجأة للكلام

و كان مكافأة للمنافي

و جائزة للظلام

فمن أين اكتشف اللفظة اللائقة

بزنبقة الصاعقة؟

سأستحلف الشمس أن تترجل

لتشربني عن كثب ..

و تفتح أسرارها ..

سأستحلف الليل أن يتنصل

من الخنجر الملتهب

و يكشف أوراقه للمغني

تفاصيل تلك الدقائق

كانت..

عناوين موت معاد

و أسماء تلك الشوارع

كانت..

و صايا نبي يباد

و لكنني جئت من طرف السنة الماضية

على قنطرة

ألا تفتحين شبابيك يوم جديد

بعيد عن المقبرة؟..

لأبطالنا، أنشد المنشدون

و كانوا حجارة

و كانوا يريدون أن يرصفوا

بلاطا لساحاتنا

وصمتا، لأن السكوت طهارة

إذا ازدحم المنشدون

و يبدو لنا حين نطرق باب الحبيب

بأن الجدار وتر

و يبدو لنا أنه لن يغيب

سوى ليلة الموت، عنّا

و لكننا ننتظر

ألا تقفزين من الأبجديه

إلينا، ألا تقفزين؟

فبعد ليالي المطر

ستشرع أمتنا في البكاء

على بطل القادسية

أسحل دقات قلبك فوق الجفون

و أعصب بالريح حلقي

إذا كثر النائمون..

و من ليل كل السجون

أصيح:

أعيدوا لنا بيتها

أعيدوا لنا صمتها

أعيدوا لنا موتها..

عيناك، يا معبودتي، هجرة

بين ليالي المجد و الانكسار.

شرّدني رمشك في لحظة

ثم عادني لاكتشاف النهار.

عشرون سكّينا على رقبتي

و لم تزل حقيقتي تائهة

و جئت يا معبودتي

كلّ حلم

يسألني عن عودة الآلهه

_ترى رأيت الشمس

في ذات يوم ؟

_رأيتها ذابلة.. تافهة

في عربات السبي كنا، و لم

تمطر علينا الشمس إلاّ النعاس

كان حبيبي طيبا، عندما

ودعني ..

كانت أغانينا حواس .

عيناك، يا معبودتي،منفى

نفيت أحلامي و أعيادي

حين التقينا فيهما

من يشتري تاريخ أجدادي ؟

من يشتري نار الجروح التي

تصهر أصفادي؟

من يشتري الحب الذي بيننا؟

من يشتري موعدنا الآتي؟

من يشتري صوتي و مرآتي ؟

من يشتري تاريخ أجدادي

بيوم حريّة؟..

_معبودتي ماذا يقول الصدى

ماذا تقول الريح للوادي؟

_كن طيّبا،

كن مشرقا طالردى

و كن جديرا بالجناح الذي

يحمل أولادي..

ما لون عينيها؟

يقول المساء:

أخضر مرتاح

على خريف غامض.. كالغناء

و الرمش مفتاح

لما يريد القلب أن يسمعه.

كانت أغانينا سجالا هناك

على جدار النار و الزوبعة

_هل التقينا في جميع الفصول؟

_كنا صغيرين. و كان الذبول

سيّدنا

_هل نحن عشب الحقول

أم نحن وجهان على الأمس؟

_الشمس كانت تحتسي ظلنا

و لم نغادر قبضة الشمس

_كيف اعترفنا بالصليب الذي

يحملنا في ساحة النور؟

_لم نتكلم

نحن لم نعترف

إلا بألفاظ المسامير..

عيناك، يا معبودتي ،عودة

من موتنا الضائع تحت الحصار

كأنني ألقاك هذا المساء

للمرة الأولى..

و ما بيننا

إلا بدايات، و نهر الدماء

كأنه لم يغسل الجيلا.

أسطورتي تسقط من قبضتي

حجارة تخدش وجه الموت

و الزنبق اليابس في جبهتي

يعرف جو البيت..

_من يرقص الليلة في المهرجان

_أطفالنا الآتون

_من يذكر النسيان؟

_أطفالنا آتون

_من يضفر الأحزان

إكليل ورد في جبين الزمان ؟

_أطفالنا الآتون

_من يضع السكر في الألوان؟

_أطفالنا الآتون

_و نحن يا معبودتي ،

أي دور

نأخذه في فرحة المهرجان ؟

_نموت مسرورين

في ضوء موسيقي

أطفالنا الآتين ..

like-empty

كلمات محمود درويش

جاري التحميل...