حامي الشريعة قد ضاقت بنا السبل – محمد حسن أبو المحاسن
حامي الشريعة قد ضاقت بنا السبل … فلا رجاء ولا قصد ولا أمل
قد كنت ظلا على الإسلام منسدلا … واليوم أنت برغم منه منتقل
ومرهفاً من سيوف الله جرّده … لمقتل الشرك ما في متنه خلل
تقطع الليل والأجفان هاجعة … ذكراً وطرفك من فيض البكا خضل
حتى رمتك صروف الدهر صائبة … باسهم راشها المقدور لا ثعل
ما كنت احسب والأقدار جارية … بأن مثلك يخطو نحو الأجل
فقوض الصبر لا يلوي على احد … ومثل رزئك عنه الصبر يرتحل
وقطعت بك اسباب الرجا فبمن … من بعد ما غبت عنا اليوم تتصل
لم ينقطع منك حبل العمر منبتلا … لكن حبل وريد الدين منبتل
فاي واقعة للدين فاجعة … تزول منها الجبال الشم والقلل
اقوت بها عرصات العلم واندرست … منها المدارس إلا الرسم والطلل
قد قلت إذ حملوا أعواده ومشوا … بنعشه والحيامن فوقه هطل
الله اكبر ليس الغيث منسكباً … لكنها ادمع الأملاك تنهمل
لو شيعوه بمقدار الذي حملوا … من المكارم ضاق السهل والجبل
عزم وحزم وفكر ثاقب وحجى … حكم وحلم وعلم زانه عمل
بفضله ومساعيه ونائله … زهده وتقاه يضرب المثل
نور النبوة لمّاع بغرته … كانه قبس أو بارق عجل
يا ابن النبي غضضت الطرف منصرفاً … عنا فلا طرف بالتهويم يكتحل
من للأرامل والأيتام يكفلها … إذا اطل عليها الحادث الجلل
من للخطوب وللدهياء يكشفها … إذا نبت في لقاها البيض والاسل
من للوفود إذا ما قطعت بهم … وعر الفلاة إليك الأنيق البزل
يا طالب العرف قد غاضت زواخره … وليس تعطى وان الحفت ما تسل
كانت بطلعته الأيام آنسة … فأصبحت ولها عن أنسها شغل
كانت به روضة التوحيد مونقة … فصوحت مذ جفاها العارض الهطل
يا حلية زان جيد العلم جوهرها … اما ترى كيف قد ازرى به العطل
وراحلا بالعلوم الغر يحملها … ضاقت بطلابها من بعدك السبل
فاذهب عليك سلام الله ما سجعت … ورق الغصون وطابت بالصبا الأصل