جمال الوجود – صباح الحكيم

نشقتُ شذى كل حرف قريبِ … سرى في فضائي بطيبٍ رطيبِ

سمعت الدُعاءَ و نبضاتِ قلبٍ … إذا ما دعاني دعاني بطيبِ

فمن لي سواك يصون ودادي … إذا مالَ ظليَ نحو المغيبِ

فيا نور عيني تذكر بأني … مضيت إلى حيث فيه نصيبي

أنا قد مضيت لدار قراري … فلا تبكِ إني جوار الحبيبِ

فقد بتُ أرقب طول حياتي … أخوض فضاءَ السميع المجيبِ

و عشت بأرضٍ كرهت هواها … و ما في ثراها شموخ الغريبِ

و كنت أماشي الزمان ونفسي … كقبرٍ عميق الشجون كئيبِ

أبثُ الوجود بأنغام قلبي … لكي ما أواري شقائي نحيبي

فيا ابنيَ إني بدارِ خلودي … بدار النقاء الرحيب الرحيبِ

سألتك باللهِ ألا تنوءَ … و رتلْ دُعاءً بذكرِ الطبيبِ

ففيه الدواء و فيه الشفاءُ … لجرح بقلبك دام كثيبِ

و لا تبكِ إلا لذكرِ الإلاهِ … و لا تكترث بالقضاء المصيبِ

وعش طيبا تحظ بالمكرمات … وتجن مودة كل القلوب

و كن كالصباح يشع ضياءً … لكل بعيد و كل قريبِ

رعاك الإله و صان خطاكَ … لتبقى جمالَ الوجودِ الكئيبِ