جفتني أنْ صددتُ ولي لديها – ابن الرومي
جفتني أنْ صددتُ ولي لديها … أسيراً ذِلة بدنٌ ونفسُ
وأغضبها انصرافُ الطرفِ عنها … وفيه عليَّ خُسران ووكسُ
ولكني عشِيتُ لنورِ شمس … ملاحظتي لها سَرقٌ وخَلْس
وأنَّى لي بنظرة ِ مستديمٍ … إذا ما قابلتْ عينيَّ شمسُ
وكم صدَّتْ وإن لم أجنِ ذنباً … وأعقبَ صدَّها قَطْبٌ وعبْس
فلم أَعتب لذاك وإن أضاقت … عليَّ الأرضَ حتى قلتحبْس
أيا شمس النهارِ سَناً وعزاً … يقصِّر عنهما نظرٌ ولمسُ
أَحِلٌّ أن تنامي عن سهادي … ولي مُذ بان عنّي النومُ خمس
ولم آمل غداً لكِ فيه عدل … وإلا قلتُ خيرٌ منه أمس
أَبُشُّ وتعبسين وذاك بخسٌ … وليس يحل في الإسلام بخس
تطيعين الوشاة َ إذا وشَوْا بي … وأكثرُ قيلهم دَحْس وحدس
وكم واشٍ وشى بكِ غير آلٍ … فآب وحظُّه تَعْس ونكس
أُميِّز كل شيءٍ من أُموري … سوى أمري لديكِ ففيه لبس
أيسفكُ للوشاة دمٌ ثمينٌ … وقيمة ُ كلِّ ما يَحكون فَلسُ
غرستِ هوى فَربِّيه بحفظٍ … فليس يُرَب بالتضييع غرس